وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [15 - 22].
وقال تعالى في صفة البعث والنشور: {بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الإنشقاق: 1 - 5].
فهذه بعض صفات مبادئ البعث. ثم خاطب الله تعالى عباده بقوله: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} وهم المؤمنون المطيعون {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أي يبعث {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [الإنشقاق: 6 - 15].
عبادَ الله، إنما الدنيا دار عمل (?) ونصَب، مآلها الفناء. وإن الآخرة دار جزاء، شأنها البقاء. فآثِروا اللذة (?) العظيمة الباقية على ما حرَّم عليكم من لذات الدنيا الخسيسة الفانية. واصبروا على مشقة هينة حذر الخلود في [عذاب] (?) جهنم، وإن جهنم ساءت مصيرًا.
[ل 27/ أ] عبادَ الله، لن ينفع الإنسانَ غيرُ عملِه، ولن يُوقِعَه في الخسران