وتركوا، ووقعوا إلى ما عملوا، وانقطعوا عما ملكوا، وأنتم سالكون ما سلكوا. وكانوا أشدَّ منكم تفاخرًا، وأكثر تكاثرًا، وأشد بمثل هذا اليوم فرحًا وسرورًا.
عبادَ الله، قد انقرض رمضانُ شاهدًا عدلًا، وحافظًا فصلًا، يشهد للإنسان وعليه، بما استودَعَه لديه. فطوبى لمن غلبت فيه حسناتُه سيئاته، وبُؤسَى لمن غلبتْ سيئاتُه حسناتِه، فكيف بمن لم يكسب من الحسنات نقيرًا!
ولا تقولوا: قد انقضى رمضانُ، فتُقصِّروا عن الطاعة وتنهمكوا في العصيان، فإنَّ الله تعالى موجودٌ معبودٌ بكل مكان وزمان. على أنه ما انقضى رمضانُ إلاَّ ودخلت أشهر الحج مواسمُ طاعات ومغانمُ بركات، فمن كان في رمضانَ محسنًا فليزِدْ في إحسانه، ومن كان مقصِّرًا فليُقصِر عن عصيانه. وَلْيندَمْ كلٌّ منكم على ذنوبه، وَلْيكُفَّ عن عيوب الناس وينظُرْ في عيوبه. وَلْيبادِرْ بتَوبة، ويستغفِرْ لِحَوبِة؛ فإنَّ ربَّك كان للأوَّابين غفورًا.
[27 ل/ ب] (?) وقد أوجَبَ الله تعالى عليكم زكاةَ الفطر، فيجبُ على