جمعَ الشملُ بعد طول الشَّتات ... وصفا وِرْدُنا برغم الوُشاة
هجرونا حتى إذا ما يئسنا ... أسعفونا بنظرةٍ والتفات
وجفاء الهوى عسيرٌ وأيسر ... لسواه من سائر الحادثات
زارني من أحب بعد ازورارٍ ... فاستحالتْ بقربه حالاتي
ودنَا مُسعِدًا وباتَ نديمي ... فلنعم البياتُ كان بَياتي
ولقد صُلْت بالعتاب عليه ... وتتبعتُ سائر التبِعات
فأتاني بحجة تدفع اللو ... مَ, وعذرٍ مَحا جميع التَّراتِ
****
رويدًا أمينَ الله فالحبُّ ذمَّة ... لمن حبَّ من محبوبه بأمان
فلا تَجزِينْ أُمنيَّتي بمنيَّتي ... وبعض منايا العاشقين أماني
فإنك إن تفعلْ تكنْ تلك بدعةً ... عليكَ إثْمُها ما أقبل الملَوان
وحسبُك فتكًا بي عيونُك إنها ... ستكفيك بي عن حدَّ كلَّ يماني
أعوذ بحسن الوجه منك من الردى ... فحسبيَ ما من مقلتيك أعاني
سمعنا بموتٍ في الهوى غايةً، وما ... سمعنا بضربٍ في الهوى وطعانِ
فإن كنتَ مِن شُحًّ بوَصْليَ باخلاً ... فدعْ ليَ روحي واتركنَّ وشاني
****
ألا فَصَمتْ أواخيَها نوارُ ... وشَّط عن المشوق بها المزارُ
وأَنْجَدَ أهلُها فهُمُ بنجدٍ ... وأهلي في تهامة قد أغاروا
وعهدي بالنوار وقد أطلَّتْ ... تشيَّعُني إذا ارتفع النهارُ