تضمنت برقية الجمالي … لفظًا خلا من رونق الجمال
إذْ ليس من مراتب الكمال … وليس من محاسن الخصال
أن تدعو الضيف ولا تبالي … رفيقه الحقيق بالإجلال
تعدني إنْ زرتُ باحتفال … متوج بالبشر والإقبال
بشرط أن أزور كالمحتال … وآمن من تابع أو تال
تحسبني طفلًا من الأطفال … يصاد باللطف وبالدلال
يخدع في الموجود بالمحال … ويؤثر النفس على العيال
يا حضرة الدكتور ذي الأفضال … مالَكَ لا تعبأ بالرجال
ولا تجيل الرأي في مجال … من قبل إقدام على الأفعال
هذا الذي ترميه بالإهمال … أحق بالتعظيم والإجلال
هذا فتى أضحى من الأبطال … وزاد في الفضل على الرجال
رأي رَمَى الآراء بالإبطال … وعزمة كالنار في اشتعال
وجرأة كالليث في الصيال … وهمة كالنجم في التعالي
ما زال مذْ شبّ على الفصال … وعرف اليُمنَى من الشِّمال
حربًا على الطغيان والضلال … سلمًا على الإصلاح والإجمال
سهمًا مصيبًا في حشا الأنذال … مثل شهاب الرجم في الثلالي
يقذف كل خادع محتال … ولم يزل يخطُر كالرئبال
ماضي الشبا محدّد النصال … مهيأ للذود والنضال
أترتضي وأنتَ ذُو الأعمال … لقومك العرب وذُو الآمال