اثار ابن باديس (صفحة 871)

وبعدد كبير لا تنطبق عليه المادة القانونية، ولذلك فر من فر من الوقوف أمام اللجنة وهي لجنة تعريف وسؤال لا لجنة امتحان، فلزمني أن أحافط على شرف الجمعية العلمية من أن يسيطر عليها غير أهل العلم.

مساء الإثنين:

ما جاءت الساعة الواحدة بعد الزوال حتى امتلأت سقائف النادي ورحابه والدرج المصعدة إليه- فما أكثر العلماء في ذلك اليوم- وبقي الناس في انتظار الساعة الثانية لفتح باب النادي وجاء أعوان الشرطة وفتح النادي، وعاد الحال إلى ما كان عليه في الصباح ولما رأيت الأمر لا يزيد إلا هياجا وارتباكا أعلنت بارتفاع الجلسة ووقف الشرطة محافظين على النظام حتى خرج الناس. ولا والله ما أهان الشرطة أحداً ولا زادوا على إسكاتهم للغوغاء وحفظهم للنظام وأحسب أنه لولا وجود الشرطة عند الإعلام برفع الجلسة لكانت وجوه خاصة رأيتها ثم تفعل ما لا تحمد عقباه. ولا أشك أن التهويل الذي أثاره بعض الناس في بعض النشريات على استدعاء الشرطة والتقبيح لذلك أمام الفكر العام والتعديِّ بالباطل على أعوان الحكومة ورميهم بأنهم أهانوا العلماء، لا أشك أنهم ما حملهم على ذلك إلا شدة تأسفهم على ما فاتهم من كيد دبروه كانوا ينفذونه لولا وجود أعوان الشرطة، مع ما يقصدون من الحط من مقام الجمعية. فنحن بقدر ما تقولوا على أعوان الشرطة وسبوهم نشكرهم على حفظهم للأمن والنظام وقيامهم بواجبهم ونعترف بأنه لولاهم- بعد حفظ الله- لكانت الجمعية في خبر كان.

يوم الثلاثاء:

أصدرت الجمعية منشورا ونشرت في الصحف الفرنسية بما وقع وأعلمت أن الانتخاب يكون من الغد يوم الثلاثاء فجاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015