اثار ابن باديس (صفحة 870)

صبيحة يوم الإثنين وما صبيحة الإثنين:

اكتظ النادي على سعته بالناس وألقيت خطاب الافتتاح والترحيب وعرَّفت الجمع بأن المنتخبين لا بد أن يكونوا من أهل العلم كما تنص عليه المادة السابعة من القانون الأساسي للجمعية التي تقول: "الأعضاء العاملون هم الذين يصح أن يطلق عليهم لقب عالم بالقطر الجزائري بدون تفريق بين الذين تعلموا ونالوا الإجازات بالمدارس الرسمية الجزائرية وبين الذين تعلموا بالعاهد العلمية الإسلامية الأخرى" وعرفت الجمع بأن مجلس الإدارة عين لجنة لتقيد أسماء من ينطبق عليهم هذا الوصف المذكور في المادة وأنها تقبل من كانت له شهادة أو كان باشر التعليم أو كان يشار إليه بالعلم في قومه وأنه بعد تقييد أسماء المنتخبين يكون الانتخاب. وهنا قامت القيامة واضطربت أركان القاعة بالضجيج وأبى القوم إلا الانتخاب في الحين دون اعتبار للمادة القانونية ولا اعتبار لتقييد أسماء المنتخبين، واستمر ذلك الاضطراب وذلك الهياج إلى قرب الزوال فافترقنا- بعد أن وقفنا على شفا حفرة من الهلاك فأنقذنا الله منها- على أن نجتمع مساء على الساعة الثانية بعد الزوال.

لوازم واستاجابات:

عرفنا بما رأينا في ذلك الجمع وما سمعنا فيه أن أهل العلم قد حشر فيهم من ليس منهم وكان معهم من لم يتخلق بأخلاقهم ولا تأدب بآدابهم وأن ما وقع صباحا سيقع مساء وأن ذلك مفض ولا محالة إلى عاقبة سيئة ربما قضت على الجمعية وعلى النادي الذي نحن ضيوف فيه وأن المسؤولية تكون على رئيس الجمعية فلزمني إذاً أن أخبر إدارة الشرطة لترسل أعوانها لحفظ النظام فأعلمتها وعرفت بما رأيت وما سمعت أنه يراد الاستيلاء على الجمعية بطريق غير مشروع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015