اثار ابن باديس (صفحة 872)

الناس صبيحة الثلاثاء وكان الانتخاب مساءها على ما هو مبين بالصحف وبيان الجمعية. وكان يوم هدوء ونظام وتأمين. وشاهد أعوان الشرطة ورجال الخفية الفرق بين يوم الإثنين الذي حضرته الغوغاء ومن حشر في أهل العلم ويوم الثلاثاء الذي لم يحضره أولئك- ولا أعني بكلامي هذا أن كل من تخلف عن يوم الثلاثاء فهو ليس من أهل العلم كلا- فقد تخلف بعض أهل العلم الذين لم يستطيعوا بما شاهدوا من فظاعة يوم الإثنين أن يعودوا إلى الاجتماع أو لم يحسبوا يوم الثلاثاء إلا مثل يوم الإثنين.

كيف كان الترشيح للإنتخاب:

قدم مجلس الإدارة القديم قائمة هذه صورتها: الشيوخ ابن باديس، الإبراهيمي، العقبي، الميلي العمودي، الفضيل (من مجلس الإدارة القديم وكانوا حاضرين)، المهاجي (منه وكان غائبا لقدومه من الحج) ابن عربية، أبو اليقظان خير الدين، التبسي، المكي، القاسمي (هؤلاء جدد وكانوا حاضرين) أبو عبد الله البوعبدلى (جديد وكان غائبا واعتذر ببرقية يقول فيها: اعتبروني، معكم في كل شيء) وأعلن للمنتخبين أن لهم الحرية في أن ينتخبوا القائمة كلها أو يرفضوها كلها أو يختاروا بعضها دون بعض فجرى الانتخاب على الوجه القانوني على تفاوت في عدد الأصوات وفاز الشيوخ المذكورون إلا واحداً فاز عليه الزاهري بنحو العشرين صوتا.

عناصر مجلس الإدارة:

لقد جاء مجلس الإدارة مؤلفا من جميع عناصر الأمة الجزائرية ممثلا لها خير تمثيل ففيه من العلماء المنتمين للزوايا كالمهاجي وأبي عبد الله والفضيل وفيه من العلماء الموظفين كابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015