كان رئيس لجنة العمل قد سعى سعيا شديدا في تكوين عدد كثير ممن يوافقونه على القائمة التي يقدمها للانتخاب، وكانت مكاتبات لبعض الجهات في الحث على القدوم يوم الانتخاب وأصبح مكتب الدعاية منعقدا على الساعة الخامسة في مدرسة السلام يديره رئيس لجنة العمل وشيخ زاوية بمستغانم- كما اعترف لي بذلك رئيس اللجنة في الحديقة العمومية أمام جماعة- وأصبحت الوصولات توزع على كل من يقال فيه طالب ليأتي للجمعية العمومية وينتخب من كتبت أسماؤهم في ورقة سلمت له.
القائمة التي أعطيت من طرف السيدين المذكورين فيها ثلاثون شخصا الأعضاء الأقدمون مع ضرب على أسماء بعضهم وزيادة عليهم والسيد رئيس اللجنة هو أحد الثلاثين وحضرته- بلا مؤاخذ ومع الاحترام- ليس من أهل العلم ولا من الطلبة، وإذا كانت الأعمال والأقوال هي التي تدل على المقصود والنوايا فلا نكون ظالمين إذا استدللنا بهذا العمل على ما يدل عليه مفوضين العلم بذلك والجزاء عليه إلى الله تعالى.
بينما كان السيدان يعملان عملهما ويقويان حزبهما كنا تاركين للمسألة حالها تسير بطبيعتها ولو كنا على شيء من سوء النية أو القصد إلى الاستيلاء بالأغلبية لكنا دعونا تلامذتنا دعوة عامة للحضور- وهم كثر وكلهم من أهل العلم- فملؤوا نادي الترقي والشوارع المتصلة به ولا فخر ولكن ما كنا- والحمد لله- لنقصد إلى التكثر ولا إلى العصبية والتحزب وإحداث الفرقة بين الناس.