اثار ابن باديس (صفحة 868)

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

في عامها الثاني

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تمهيد:

كنا نعلم من يوم تأسيس هذه الجمعية رغم تفاؤلنا، ما ستلقاه مثل كل مشروع عظيم من صعوبات وعقبات، ولكننا ما كنا نحسب أن حظها من ذلك يكون (?) إلا من خارجها ولكن الواقع جاء بخلاف ذلك وكانت مصاعب الجمعية ومتاعبها من داخلها، حصلت نفرة بين أعضاء مجلس الإدارة ورئيس لجنة العمل فأدت إلى ما أدت إليه من فرقة وفتنة وقى الله شرها. وقد علم الناس حقيقة الحال من البيان الرسمي الذي نشره مجلس إدارة الجمعية أثر انتخابه مما لا حاجة إلى إعادته وإن كنا سنشير إلى أشياء منه لزيادة البيان.

بأي نية ذهبت للأجتماع العمومي: ذهبت عازماً على إصلاح ذات البين وعلى تسيير انتخاب الجمعية على مقتضى قانونها الأساسي والوقوف معه مهما كان الحال. وعرفت من الاجتماعات التي كانت قبل يوم الانتخاب ومن محأولاتي الخاصة أن الصلح غير ممكن وأنه لم يبق علي إلا المحافظة على الجمعية قبل كل شيء وكنت رغم ما يأتيني من أنباء بما يدبر من أمور، مطمئنا على الجمعية لأنني كنت أعتقد أن الاجتماع العمومي سيضم جمعا عظيما من أهل العلم وحسبي بعلمهم هاديا لهم إلى ما فيه خير وسداد للجمعية والأمة. فدخلت صبيحة الإثنين 18 محرم الماضي إلى نادي الترقي وأنا على هذا الاعتقاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015