لا هم له من ورائه في نفسه فضلاً عن شعوره بأمر عام. وإلا شباب حفظه الله للإسلام والعروبة فأقبل على تعلمها لكنه تعلم سطحي لفظي خال من الروح لا يعتز بماض، ولا يألم بحاضر، ولا يطمع لمستقبل اللهم إلا أفراداً قلائل جداً هنا وهنالك.
أما اليوم فقد تأسست في الوطن كله جمعيات ومدارس ونواد باسم الشباب والشبيبة والشبان ولا تجد شابا- إلا نادرا- إلا وهو منخرط في مؤسسة من تلك المؤسسات وشعار الجميع: الإسلام، العروبة، الجزائر.
الوطن:
وأعلن (الشهاب) من أول يومه- و (المنتقد) الشهيد من قبله- أن (الوطن قبل كل شيء) وما كانت هذه اللفظة يومئذ تجري على لسان أحد بمعناها الطبيعي الاجتماعي العام لجهل أكثر الأمة بمعناها هذا وعدم الشعور به، ولخوف أقلها من التصريح به. أما اليوم فقد شعرت الأمة بذاتيتها وعرفت هذه القطعة من الأرض التي خلقها الله منها ومنحها لها، وأنها هي ربتها وصاحبة الحق الشرعي والطبيعي فيها، سواء اعترف لها به من اعترف أم جحده من جحد، وأصبحت كلمة (الوطن) إذا رنت في الآذان حركت أوتار القلوب، وهزت النفس هزاً.
أعلن (الشهاب) من أول يومه- و (المنتقد) الشهيد من قبله- أنه (يعمل لسعادة الأمة الجزائرية بمساعدة فرانسا الديموقراطية) فصور بكلمته هذه الحقيقة الواقعة عارية من براقش الخيال وحجب التلبيس والتضليل، فوضع الأمة الجزائرية بإزاء الأمة الفرنسية، إذ كل منهما لها ذاتيتها ومقوماتها ومميزاتها القلبية والعقلية والنفسية