اثار ابن باديس (صفحة 1804)

والتاريخية، التي يستحيل معها أن تندمج في أمة أخرى، وضعها بإزائها على أنها تابعة لها مرتبطة بها محتاجة إلى مساعدتها.

على هذه الحقيقة ناهض (الشهاب) التجنس والاندماج وناضل عن الشخصية الإسلامية غير مبال بما يعترضه من غلاة الاستعمار أكلة الأمم، ولا من صرعاهم من ضعاف النفوس، ولا من صنعائهم خربي الذمم، حتى أصبحت الأمة اليوم وهي مجمعة بجميع طبقاتها على لزوم المحافظة على شخصيتها وعدم التنازل عن شيء منها ولو حرمت كل حق بيد الظلم والعدوان، مع بقائها على فكرة الارتباط بفرنسا ومطالبتها بإنصافها قبل أن تنصفها الأيام وقبل أن تحل نقمة الله الذي جرت سنته بالانتقام من الظالم للمظلوم ولو طال الزمان.

الإدارة:

عانى (الشهاب) من الإدارة بسبب صراحته وجرأته ما عانى، ولكنه صبر حتى ألفت الإدارة تلك الصراحة وتلك الجرأة، وقد عرفتها الأيام أن صراحة (الشهاب) صراحة الحق والصدق وأن لا غرض وراءها إلا خدمة الصالح العام، وأن جرأته جرأة الواثق بصدق قوله وحسن قصده لا المغتر بنفسه ولا المستهين بمقام غيره، وهي اليوم تعتني بالشهاب عناية خاصة، وتتولاه أقلام للترجمة عديدة، أعلاها قلم الأستاذ ماسينيون في وزارة الداخلية، وقد اشترك فيه م سارو لما أنيطت به إدارة إفريقيا الشمالية ونحن نعلم أنه يعتبر في الدوائر الحكومية العبر الحقيقي عن الجزائر العربية المسلمة، الذي لا يثنيه عن تصوير الحقيقة خوف ولا طمع، ولا يحجبها عنه غرض، ولا يبعده عنها خيال. وأن (الشهاب) ليغتبط بهذا ويرجو من الله تعالى أن يثبته عليه حتى يخدم أمته من هذه الناحية لدى الحكومة ويكون أداة تعريف صحيح وواسطة خير للجميع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015