اثار ابن باديس (صفحة 1802)

فاتحة السنة الرابعة عشرة

بسم الله الرحمن الرحيم- وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بحمد الله وتوفيقه وإعانته ثم بشكر المشتركين بعقولهم أو مالهم وتأييدهم- نخطو خطوة جديدة بهذه المجلة في ميدان الحياة، على ما عرفه القراء منا من صراحة في الرأي، وصلابة في الحق، ورغبة في الخير نعمل لصلاح الأمة في دينها ودنياها على نور الكتاب والسنة وهدى السلف الصالح فتتمسك الأمة بإسلامها وعروبتها وتحافظ على قوميتها وتاريخها وتتناول أسباب الحياة والتقدم من كل جنس وكل لغة، وتحمل مع كل عامل لخير البشربة وسعادة الإنسان.

على هذه الأصول وفروعها مضت الثلاث عشرة سنة من حياة هذه المجلة وقد شاهدت من آثار تلك الأصول في الأمة- بحمد الله- ما زادها إيمانا بهذه الأصول وفروعها وثباتاً فيها وصبراً على ما تلقاه في سبيلها. ولأجل أن يشاركنا الجدد من قرائنا في هذا الإيمان نعرض شيئا من تلك الآثار نقتطفها من الماضي بنظرة مختصرة.

الشباب:

أعلن "الشهاب" من أول يومه- و"المنتقد" الشهيد قبله- أنه "لسان الشباب الناهض في القطر الجزائري" ولم يكن يوم ذاك من شباب إلا شباب أنساه التعليم الاستعماري لغته وتاريخه ومجده وقبح له دينه وقومه، وقطع له من كل شيء- إلا منه- أمله، وحقره في نفسه تحقيراً، وإلا شباب جاهل أكلته الحانات والمقاهي والشوارع، ومن وجد العمل منه لا يرى نفسه إلا آلة متحركة في ذلك العمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015