العلماء العاملين وألهم ذلك المتعجرف رشده كي يستبين سبيل المهتدين وإلى الله المشتكى من أناس يتنكبون الواضحة السمحاء ويتتبعون بنيات الطريق ويتطرفون في مجاهل السبل بغير علم ويتدهورون في مهواة الضلال. فإن أولئك من الذين عيرهم الله بقوله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} والله المسؤول أن يوفقنا لصالح الأعمال حرره فقير ربه بلحسن النجار في 6 ربيع الأنوار سنة 1341هـ.
الحمد لله مؤيد الحق بالحجج الساطعة. ومزهق روح الباطل بالصوارم القاطعة. والمضيء بشمس العلم مهامه الجهالة الشاسعة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسل بالدعوة النافعة، والواجب تعظيمه على كل من آمن به وتابعه، وعلى آله وصحبه وكل من ذاد صاحب بدعة ودافعه، أما بعد فإني طالعت هاته الرسالة الحافلة التي ألفها العالم الفاضل نبعة العلم والمجادة، وقريع التحرير والاجادة إبننا الذي افتخر ببنوته إلينا، واتمثل فيها بقول الساعة: " … ولا هو بالابناء يشرينا" الشيخ سيدي عبد الحميد بن باديس في تقويم من جرأه جهله على خطاب الحضرة النبوية، بما تجاوز حدود الآداب الدينية وأخطأ الباب الذي رام التطفل عليه من أبواب الصوفية، فوجدتها رسالة قد أودعها مؤلفها صريح الحق ومحضه، وأكثر فيها من المعاني ما أوجز لفظه، أكثر الله أمثاله في المسلمين، من العلماء المرشدين، وكتب في 17 صفر سنة 1341هـ محمد الطاهر بن عاشور قاضي تونس لطف الله به.
الحمد لله ملهم الحق من اجتباه من المرشدين، ومدحض الباطل بهديه المستبين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد روح