العالمين، ومحور دائرة عباد الله المخلصين، وباب الله الموصل لجميع السالكين القائل: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد، وفي كل حي بنو سعد فقد اتحفني الإبن الروحي، والأخ النصوحي، العلامة المدقق، ومن هو بكل فضيلة متصف ومتعلق، عمدة المغرب الاوسط والصاعقة على الدجاجلة الطراريس، الأستاذ سيدي عبد الحميد بن باديس، اتحفه الله بكل فضيلة، وأزاح بعلومه وتحريراته كل رذيلة، بالاطلاع على هاته الرسالة الحافلة التي هي بتحقيق جواب ذلك السؤال الكافلة، ولا يخامر عقل مسلم فضلا عن عالم أو سالك أن ينال قيد أنملة من ولاية أو سعادة، دون ترام على الأعتاب النبوية، وتفان بأدب في حب الطلعة المحمدية، ولكنها الأهواء أعمت، وتفنن في الأراجيف والتدجيل أصمت، أهكذا تكون الشطحات إن كان لك ذوق يا صاحب الأبيات الباردات، وأما أنا وإن كنت لست مطلعا على حالك ولا ما أنت فيه، ولكن كلام الشخص عنوان على ما انطوى عليه فارجع لرشدك وأفق من حال سكرك، واسلك طريق سادات مضوا، وأقبل نصيحة الشيخ عبد الحميد، فما بالك والله عنها محيد، وأنت أيها المجيب كثر الله من نصراء الحق أمثالك، وأحسن عقبي حالنا وحالك بحوله وطوله لا رب غير.
حرره: خادم العلم محمد الصادق النيفر في أشرف الربيعين سنة 1341هـ.
أطلعت رعاك الله أيها الأخ الغيور على ما أساله يراعكم، ذائدا عن الملة الحنيفية، وعلى ما نسجته ألمعيتكم الصائبة العبقربة، في الرد على من وجه الخطاب للطلعة المحمدية، بتلك الأبيات، وما حوته من الترهات، فتعتصم به سبحانه من الوقوع في الزلات، فوجدته من