وروى الْبَزَّار من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
مَا أنزل الله من دَاء إِلَّا أنزل لَهُ دَوَاء علم ذَلِك من علمه وَجَهل ذَلِك من جَهله الا السام قَالُوا يَا نَبِي الله وَمَا السام قَالَ الْمَوْت قَالَ الْمُوفق الْبَغْدَادِيّ الدَّاء خُرُوج الْبدن أَو الْعُضْو عَن اعتداله بِإِحْدَى الدرج الْأَرْبَع وَلَا شَيْء مِنْهَا إِلَّا وَله ضد وشفاء الضِّدّ بضده وَإِنَّمَا يتَعَذَّر اسْتِعْمَاله للْجَهْل بِهِ أَو فَقده أَو مَوَانِع أخر وَأما الْهَرم فَهُوَ اضمحلال طبيعي وَطَرِيق إِلَى الفناء ضَرُورِيّ فَلم يوضع لَهُ شِفَاء
وَالْمَوْت أجل مَكْتُوب لَا يزِيد وَلَا ينقص وَفِي كل شَيْء دَوَاء إِلَّا الْخمر أما الأول فلحديث الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس السَّابِق أَو الْفَنّ وَأما الثَّانِي فَلَمَّا رَوَاهُ مُسلم
أَن طَارق بن سُوَيْد سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخمر فَنَهَاهُ فَقَالَ إِنَّمَا أصنعها للدواء فَقَالَ إِنَّهَا لَيست بدواء وَلكنهَا دَاء وَفِي لفظ
إِن الله لم يَجْعَل شِفَاء أمتِي فِيمَا حرم عَلَيْهَا وَلذَلِك كَانَ الْأَصَح عندنَا تَحْرِيم التَّدَاوِي بهَا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي قَوْله تَعَالَى {يَسْأَلُونَك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس} كَانَ ذَلِك قبل التَّحْرِيم فَلَمَّا حرمت سلبت الْمَنَافِع
وكل مصح أَو ممرض فبقدر الله تَعَالَى يَفْعَله عِنْده أَو بِهِ خلاف بَين أهل السّنة وَرجح الْغَزالِيّ والسبكي الثَّانِي وروى التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة حَدِيث
سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَأَيْت أدوية نتداوى بهَا ورقي نسترقي بهَا هَل ترد من قدر الله تَعَالَى شَيْئا قَالَ هِيَ من قدر الله تَعَالَى
قَالَ ابْن جمَاعَة يَنْبَغِي أَن يكون الطَّبِيب صَدُوقًا عدلا صَاحب ذكاء وحذق ومهارة وصبر ونصيحة ومعلم الطِّبّ يَنْبَغِي أَن يكون كَذَلِك بعد استكماله فِي صناعَة الطِّبّ والمتعلم بهَا يَنْبَغِي أَن يكون خَبِيرا ذكيا انْتهى وَيجوز أَن يطبب الرجل الْمَرْأَة وَبِالْعَكْسِ بِشَرْط فقد الْجِنْس وَحُضُور محرم أَو نَحوه وَيسن التَّدَاوِي فَإِن تَركه توكلا ففضيلة وإطعام الْمَرِيض مَا يشتهيه وَيكرهُ الدُّعَاء