الصِّحَّة هَيْئَة أَي كَيْفيَّة بدنية لَا نفسانية تصدر الْأَفْعَال عَنْهَا لذاتها سليمَة لَا تغير فِيهَا الْمَرَض هَيْئَة بدنية غير طبيعية يصدر الْأَفْعَال عَنْهَا مؤوفة أَي ذَات آفَة أَي تغير صدورا أَولا احْتِرَاز من الصُّدُور لَا مؤوفة لعَارض لَهَا لنَفس الْهَيْئَة فَلَيْسَ مَرضا وَفِي إِثْبَات الْوَاسِطَة بَين الصِّحَّة وَالْمَرَض خلف وَهُوَ لَفْظِي لأَنا إِن عنينا بِالْمرضِ كَون الْحَيّ بِحَيْثُ تختل جَمِيع أَفعاله وبالصحة كَونه بِحَيْثُ تسلم جَمِيعهَا فالواسطة ثَابِتَة قطعا وَهُوَ الَّذِي يسلم بعض أَفعاله دون بعض وَفِي بعض الْأَوْقَات دون بعض وَإِن عنينا كَون الْفِعْل الْوَاحِد فِي الْوَقْت الْوَاحِد سليما أَولا فَلَا وَاسِطَة قطعا
والآفة تغير فِي الْعُضْو أَو بطلَان لَهُ أَو نُقْصَان أَجنَاس الْمَرَض ثَلَاثَة أَحدهَا سوء المزاج وَإِنَّمَا يعرض للأعضاء المتشابهة الْأَجْزَاء دون المركبة وَثَانِيها فَسَاد التَّرْكِيب وَتَحْته أَرْبَعَة أَنْوَاع فَسَاد الْخلقَة بِأَن يتَغَيَّر الشكل عَن مجْرَاه الطبيعي كاعوجاج الْمُسْتَقيم وتربيع الْمسند وَبِالْعَكْسِ أَو المجاري بِأَن تنسد أَو تضيق أوتتسع أَو التجاويف بِأَن تصغر أَو تَخْلُو أَو بِالْعَكْسِ وَفَسَاد الْوَضع كالانخلاع والزوال بِدُونِهِ وتحركه لَا على المجرى الطبيعي والإرادي أَو عَدمه وَفَسَاد الْمِقْدَار بِالزِّيَادَةِ كالورم أَو النُّقْصَان كالضمور وَفَسَاد الْعدَد بِالزِّيَادَةِ كسلعة وأصبع أَو النَّقْص كنقصها
وَثَالِثهَا تفرق الِاتِّصَال كالفك والفتق وَالْجرْح فالقصير الخطير من الْمَرَض حاد والحاد جدا يَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة أَيَّام ودونه فِيمَا بَين التَّاسِع وَالْحَادِي عشر ودونه فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا والقليل الحدة فِيمَا بعْدهَا إِلَى سَبْعَة وَعشْرين والطويل بِأَن جَاوز الْأَرْبَعين يَوْمًا مزمن وتشخيصه أَي الْمَرَض أصل العلاج وَإِلَّا فَمن عالج بِلَا تشخيص خَطؤُهُ أقرب من إِصَابَته
الْأَسْبَاب للأمراض ثَلَاثَة لِأَن السَّبَب إِمَّا بدني مولد بِوَاسِطَة فَالسَّابِق كالإمتلاء للحمى أَو بدني مولد بِدُونِهَا فالواصل كالعفونة للحمى أَو خارجي فالبادي كالغم والسهر وَشدَّة الْحَرَكَة للحمى
البخر إِن تغير عَظِيم يحدث فِي الْمَرَض يُفْضِي إِلَى صِحَة أَو عطب