إِشَارَة إِلَى قصَّة يُوشَع عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام واستيقافه الشَّمْس وَقَوله لعَمْرو
(مَعَ الرمضاء وَالنَّار تلتظى ... أرق وأحفى مِنْك فِي سَاعَة الكرب)
أَشَارَ إِلَى الْبَيْت الْمَشْهُور
(المستجير بِعَمْرو عِنْد كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنَّار)
أَو نظم نثر فعقد كَقَوْلِه
(مَا بَال من أَوله نُطْفَة ... وجيفة آخِره يفخر)
عقد قَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ مَا لِابْنِ آدم وَالْفَخْر وَإِنَّمَا أَوله نُطْفَة وَآخره جيفة أَو عَكسه أَي نثر نظم فَحل كَقَوْل بَعضهم فَإِنَّهُ لم قبحت فعلاته وحنظلت نخلاته لم يزل سوء الظَّن يقتاده وَيصدق توهمه الَّذِي يعتاده
حل قَول المتنبي
(إِذا سَاءَ فعل الْمَرْء ساءت ظنونه ... وَصدق مَا يعتاده من توهم)
وَالْأَصْل فِي حسن أَنْوَاع البديع اللفظية تَبَعِيَّة اللَّفْظ للمعنى لَا عَكسه بِأَن يكون الْمَعْنى تَابعا للفظ لِأَن الْمعَانِي إِذا تركت على سجيتها طلبت لأنفسها ألفاظا تلِيق بهَا فَيحسن اللَّفْظ وَالْمعْنَى جَمِيعًا وَإِذا أَتَى بالألفاظ متكلفة مصنوعة وَجعل الْمعَانِي لَهَا تَابِعَة كَانَ كظاهر مموه على بَاطِن مُشَوه
وَيَنْبَغِي للمتكلم التأنق أَي الْمُبَالغَة فِي الْحسن فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع الإبتداء بِأَن يَأْتِي بِمَا يُنَاسب الْمقَام كَقَوْلِه فِي التهنئة
(بشرى فقد أنْجز الإقبال مَا وَعدا ... وكوكب الْمجد فِي أفق الْعلَا صعدا)
وَقَوله فِي دَار
(قصر عَلَيْهِ تَحِيَّة وَسَلام ... خلعت عَلَيْهِ جمَالهَا الايام)
وَقَوله فِي الدُّنْيَا
(هِيَ الدُّنْيَا تَقول بملء فِيهَا ... حذار حذار من بطشي وفتكي)