وَلَا مجَاز وَبِمَا بعده الْحَقِيقَة وَشَمل الْمُسْتَعْمل فِيمَا لم يوضع فِي اصْطِلَاح التخاطب وَلَا فِي غَيره كالأسد فِي الرجل الشجاع أَو فِيمَا وضع لَهُ فِي اصْطِلَاح آخر غير الِاصْطِلَاح الَّذِي بِهِ التخاطب كَالصَّلَاةِ تسْتَعْمل فِي عرف الشَّرْع للدُّعَاء فَهِيَ فِيهِ مجَاز شرعا وَإِن وضعت لَهُ لُغَة وَقَوْلنَا مَعَ قرينَة عدم إِرَادَته يخرج الْكِنَايَة لِأَنَّهَا مستعملة فِي غير مَا وضعت لَهُ مَعَ جَوَاز إِرَادَته كَمَا سَيَأْتِي وَلَا بُد من علاقَة بَينه وَبَين الْمَعْنى الْأَصْلِيّ ليَصِح الِاسْتِعْمَال
فَإِن كَانَت العلاقة غير المشابهة بَين الْمَعْنى الْمجَازِي والحقيقي فمرسل كاستعمال الْيَد فِي النِّعْمَة وَالْقُدْرَة وحقيقتها الْجَارِحَة لصدورهما عَنْهَا والراوية فِي المزادة وحقيقتها فِي الْجمل لمجاورتها لَهُ وَإِلَّا بِأَن كَانَت العلاقة المشابهة
فاستعارة فَإِن تحقق مَعْنَاهَا المستعملة فِيهِ حسا أَو عقلا بِأَن كَانَ أمرا مَعْلُوما يُمكن أَن ينص عَلَيْهِ ويشار إِلَيْهِ إِشَارَة حسية أَو عقلية فتحقيقية أَي تسمى بذلك فالحسية كَقَوْل زُهَيْر لدي أَسد شاكبي السِّلَاح مقذف استعير الْأسد للرجل الشجاع وَهُوَ أَمر مُتَحَقق حسا والعقلية كَقَوْلِه تَعَالَى {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} أَي الدّين الْحق وَهُوَ مِلَّة الْإِسْلَام وَهُوَ أَمر مُتَحَقق عقلا لَا حسا
أَو اجْتمع طرفاها أَي الْمُسْتَعَار لَهُ وَمِنْه فِي شَيْء مُمكن فوفاقية كَقَوْلِه تَعَالَى {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} أَي ضَالًّا فهديناه استعير الْإِحْيَاء وَهُوَ جعل الشَّيْء حَيا للهداية الَّتِي هِيَ الدّلَالَة على طَرِيق يُوصل إِلَى الْمَطْلُوب والإحياء وَالْهِدَايَة يُمكن اجْتِمَاعهمَا أَو أجتمعتا فِي مُمْتَنع فعنادية كاستعارة اسْم الْمَعْدُوم للموجود لعدم نَفعه أَو الْمَوْجُود للمعدوم لآثاره الَّتِي تحيي ذكره إِذْ اجْتِمَاع الْوُجُود والعدم فِي شَيْء مُمْتَنع أَو ظهر جَامعهَا فعامية مبتذلة نَحْو رَأَيْت أسدا يرْمى وَإِلَّا بِأَن خَفِي فَلَا يدْرك إِلَّا بفكر وتدقيق فخاصية أَو كَانَ لَفظهَا أَي اللَّفْظ الْمُسْتَعَار فِيهَا إسم جنس فاصلية كاستعارة أَسد للشجاع وَقتل للضرب الشَّديد وَإِلَّا بِأَن كَانَ فعلا أَو وَصفا أَو حرفا فَهِيَ تَبَعِيَّة نَحْو نطقت الْحَال أَو الْحَال ناطقة بِكَذَا إستعير النُّطْق للدلالة وَوجه