أَو تعدد الثَّانِي وَهُوَ الْمُشبه بِهِ فَقَط فَجمع أَي تَشْبِيه جمع كَقَوْلِه
(كَأَنَّمَا يبسم عَن لُؤْلُؤ ... منضد أَو برد أَو أقاح)
شبه الثغر بِثَلَاثَة أَشْيَاء
ثمَّ التَّشْبِيه تَمْثِيل إِن انتزع وَجهه من مُتَعَدد كَمَا مر من تَشْبِيه مثار النَّقْع مَعَ الأسياف وَإِلَّا بِأَن لم ينتزع من مُتَعَدد فَغَيره ثمَّ هُوَ ظَاهر إِن فهمه كل أحد نَحْو زيد أَسد وَألا بِأَن لم يُدْرِكهُ إِلَّا الْخَواص فَهُوَ خَفِي كَقَوْل امْرَأَة سُئِلت عَن بنيها أَيهمْ أفضل فَقَالَت هم كالحلقة المفرغة لَا يدْرِي أَيْن طرفاها أَي هم متناسبون فِي الشّرف لَا تفاضل بَينهم كَمَا أَن الْحلقَة متناسبة الْأَجْزَاء فِي الصُّورَة لَا يُمكن تعْيين بَعْضهَا طرفا وَبَعضهَا وسطا ثمَّ هُوَ قريب إِن انْتقل من الْمُشبه بِهِ بِلَا تدقيق فِي النّظر لظُهُور وَجهه كتشبيه الشَّمْس بالمرآه المجلوة فِي الاستدارة وَالْإِشْرَاق وَإِلَّا بِأَن لم ينْتَقل إِلَيْهِ بفكر وتدقيق فَهُوَ بعيد كَمَا سبق فِي قَوْله وَكَانَ محمر الشَّقِيق ثمَّ هُوَ مُؤَكد إِن حذفت أداته أَي التَّشْبِيه نَحْو وَهِي تمر مر السَّحَاب وَقَوله
(وَالرِّيح تعبث بالغصون وَقد جرى ... ذهب الْأَصِيل على لجين المَاء)
وَإِلَّا بِأَن ذكرت فَهُوَ مُرْسل كالأمثلة السَّابِقَة ثمَّ هُوَ مَقْبُول إِن وفى بإفادته أَي الْغَرَض وَإِلَّا بِأَن قصر عَنْهَا فَهُوَ مَرْدُود أَعْلَاهُ أَي التَّشْبِيه فِي الْقُوَّة مَا حذف وَجهه وأداته فَقَط أَي بِدُونِ حذف الْمُشبه نَحْو زيد أَسد أَو حذفا مَعَ الْمُشبه نَحْو أَسد فِي مقَام الْإِخْبَار عَن زيد ثمَّ يَلِيهِ حذف فِيهِ أَحدهمَا أَي وَجهه وأداته حذف الْمُشبه أَو لَا نَحْو إِنَّه كالأسد وَنَحْو كالأسد عِنْد الْإِخْبَار عَن زيد وَأسد فِي الشجَاعَة عِنْده وَزيد أَسد فِي الشجَاعَة وَلَا قُوَّة لما سوى ذَلِك بِأَن يذكر الْوَجْه والأداة جَمِيعًا مَعَ ذكر الشّبَه أَو حذفه نَحْو زيد كالأسد فِي الشجَاعَة عِنْد الْإِخْبَار عَنهُ
الْمجَاز قِسْمَانِ مُفْرد وَهُوَ الْكَلِمَة المستعملة فِي غير مَا وضعت لَهُ فِي اصْطِلَاح بِهِ التخاطب فَخرج بِالْمُسْتَعْملِ الْكَلِمَة قبل الِاسْتِعْمَال فَلَا تُوصَف بِحَقِيقَة