تقديم أهل فاس الشيخ التاودي ابن سودة

في كناشة الشيخ العباس الحجرتي نص رسم عدلي يفوّض فيه أهل فاس للشيخ التاودي ابن سودة اختيار من يبايعونه بعد موت السلطان اليزيد بمراكش (?) ونصه:

"الحمد لله نسخه من وثيقة بمقدمها ترجمة السادات الأشراف من أهل فاس عددهم سبعة وسبعون شريفا، وأسفلها ترجمة قبائل أهل فاس من أهل حومها السبع عشرة حومة عددهم ثمانية وعشرون رجلا، وبأسفلها ترجمة جموع أسواق فاس السبعة عشر سوقا وعددهم ثلاثة وستون رجلا وبأسفل ما سطروا وأشارت إليه الوثيقة المذكورة نصها:

الحمد لله لما كانت وفاة مولانا أمير المومنين اليزيد قدس الله روحه مما فشا ذكره بين الأنام، واشتهر دوره على ألسنة الخاص والعام، وكان نصب الإمام مجمعا على وجوبه شرعا وعملا، إذ لا يصلح الناس فوضي لا سراة لهم أصلا. ومن ثم احتاج أهل هذه الحضرة الإدريسية حرسها الله لتعيين شخص متأهل للإمامة، جامع لشروطها الخاصة والعامة. وكان أولاهم للنظر في ذلك، وأحقهم بالخوض في تلك المسالك، الشيخ الإمام، القدرة الهمام، علم الأعلام، ونعمة الله على كافة الإسلام، أبو عبد الله سيدي محمد التاودي بن الطالب ابن سودة المري، لما اختص به من علم البيان وجلالة منصب العلم الشريف، ولما هو عليه من صفاء الطوية وصدق النصيحة لكل مشروف وشريف، حتى إنه لا يتهم في نصحه للمسلمين، ولا يحيد عما يقتضيه الشرع من نصرة الدين، فجزاه الله على المسلمين خيرا، وأعظم له مثوبة وأجرا. بادر الناس لأجل ذلك إلى التشبث بأذياله، والاقتداء به في أقواله وأفعاله.

فحضر إذ ذاك لدى شهيديه جميع من سطر بالتراجم أعلاه من شرفاء هذه الحضرة وأعيان قبائلها أهل العدوتين عدوة فاس الأندلس وعدوة فاس القرويين ومن انضم إليهم من تجار الأسواق، وأشهدوا جميعا أنهم أسندوا أمر الخليفة إليه، وعولوا في تعيينه عليه، فمن أشار لهم إلى بيعته بايعوه، وانحاشوا إليه بجماعتهم واتبعوه.

ثم له النظر في تعيين من دونه من قائد ومحتسب وقاض، فكل ما يفعله من ذلك نافذ وماض، فإياه يعتمدون، وبرأيه يقتدون، ألزموا أنفسهم ذلك وتحملوا به عمن وراءهم، ممن لم يحضر جمعهم، راجين من الله نيل مرغوبهم، وتاليف كلمتهم، وأن يكون في ضمن ذلك صلاح المسلمين، بجاه سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيئين، وسيد الخلق أجمعين.

فمن حضر لما ذكر وشهد على جميع من ذكر فيه بضمنه وهم بأكمله عارفين قدره وعرفهم قيّده في عاشر رجب الفرد الحرام عام ستة ومائتين وألف.

تغلب المولى سليمان على أخيه مسلمة

وفي آخره نزع المولى سليمان ما بيد أخيه المولى مسلمة من قبائل الهبط والجبل، وفرّ مسلمة إلى الجزائر من أخيه، ثم ذهب إلى المشرق إلى أن توفي عام خمسين ومائتين وألف كما ياتي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015