في يوم الأحد ثاني وعشري ربيع الثاني توفي يوسف بن الطالب بوعنان الحسني قاضي فاس ومكناس والرباط. كان علامة مشاركا، ودفن بروضهم داخل باب عجيسة.
وفي خامس وعشري جمادى الثانية توفي محمد بن محمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي، من أهل العلم والفضل والدين.
وفي سابع وعشرى شعبان توفي عبد الوهاب التازي، ولد عام تسعة ومائة وألف. كان شيخا عارفا جليلا له أحوال، رحل إلى المشرق وأدى فريضة الحج واجتمع بعدة مشايخ، وأتى إلى فاس ولم تقع له شهرة بالتصرف، ودفن بالقباب، وجعلت عليه قبة بناها المولى سليمان.
وفيه توفي عبد الله المدعو الصحراوي التواتي. كان خيرا دينا توفي بفاس.
ولما ذهب السلطان اليزيد إلى مراكش توفي بسبب رصاصة أصابته في خده في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الثانية، ودفن بقبور الأشراف من قصبة مراكش.
وفي أوله حاصر المولى اليزيد مدينة سبتة مدة بقصد فتحها، ثم أفرج عنها بسبب قيام أخيه المولى هشام عليه بمراكش.
ولما بلغ خبر موت اليزيد إلى فاس بايعوا المولى سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله في الثاني عشر من رجب بإشارة من الشيخ التاودي ابن سودة، وأهل مراكش والحوز بايعوا المولى هشاما المذكور، وأهل الهبط والجبل بايعوا أخاهما المولى مسلمة فصار في المغرب ثلاثة ملوك إخوة.