في الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس حادي وعشري رجب عامه توفي أبو بكر بن عبد الكبير بن محمد العبدلاوي. كانت ولادته عام عشرة وثلاثمائة وألف، كما أخبرني بذلك شفويا.
وأخذ العلم عن عدة أشياخ، منهم العمّ محمد بن محمد بن عبد القادر ابن سودة، وأخذ الطريق عن الشيخ محمد العطار، واشتغل بعلم التصوف وكان له اليد الطولى في المذاكرة فيه مع تعاطى الفلاحة.
رأيت عنده ظهيرا يأذن له بأن يعطي الوسيلة بزاوية جده الكائنة بأعلى رأس الزاوية من حومة المخفية، لكنه كان لا يلتفت لذلك تواضعا منه. وسولت له نفسه بأن انتزع مقبره الدلائيين عن يمين الخارج من رأس الزاوية إلى رأس القليعة التي نصّ صاحب سلوة الأنفاس على أن بها أكثر من عشرين عالما من أهل الدلاء دفنوا بها، أخذها من بقية أهل الدلاء الذين بفاس وأباد ما بها من المقابر وطمس آثار شواهد القبور وجعلها موقفا للسيارات بالكراء وأسكن بها بعض خدمه، فلم يستمتع بذلك إلا أياما ومرض وفقد السمع والبصر وبقي على تلك الحالة أكثر من خمسة أعوام، قابله الله بعفوه وجعل ما أصيب به كفارة له.
في يوم الاثنين ثالث وعشري شعبان عامه توفي الطيب بن محمد بن الطالب الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده. العلامة المشارك القاضي تخرج من القرويين وتقلب في عدة وظائف دينية، منها قضاء مقصورة الرصيف بفاس، وأخيرا العضوية بمجلس الاستيناف.
في مساء يوم الأحد سابع رمضان توفي أحمد اليوسفي نزيل مكناس، الأستاذ المطلع الواعظ الخطيب، يقبل الناس كثيرا على وعظه وإرشاده وكان أحد أعضاء رابطة العلماء.
توفي بمكناس مسقط رأسه.
وفي أواسط قعدة الحرام توفي محمد دعي صلاح الدين التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس، من أول المتخرجين من المدارس الحكومية. كان مترجما عند المقيم العام بالمغرب وترأس جمعية قدماء تلاميذ فاس مدة، فكان له نشاط ثقافي ملحوظ.
في ثاني ذي الحجة توفي محمد العابد بن عبد الله بن عبد السلام الفاسي. العالم المطلع البحاثة النقّاد. محافظ خزانة القرويين. درّس أولا بالمدارس الحرة التي أنشأها الوطنييون بفاس خلال فترة الحماية، كما درّس بعد الاستقلال بكلية الآدب بفاس وكلية الشريعة ودار الحديث الحسنية بالرباط. له عدة مؤلفات منها حول سكان مدينة فاس، ومنها رحلة، ومنها آل