النافع، أخد العلم عن علماء سلا والرباط في وقت طلبه، وأخد علم التصوف عن أبيه، وكان كثير التدريس والإفادة يدرس التفسير والحديث، وختم تفسير القرآن عدة مرات في عدة مساجد. أسند له القضاء في قبيلة الرحامنة نحوا من ثلاثة أعوام، ثم نقل إلى ناحية مدينة تازا ثم تخلّى عن القضاء لأسباب يطول شرحها، ورجع إلى التدريس وأسس مدرسة حرة بسلا تخرّج منها عدد من نجباء هذه المدينة. ثم عيّن قاضيا بمجلس الاستيناف الشرعي بدار المخزن، وانتقل إلى الدار البيضاء يدرس في المسجد المحمدي إلى أن لقي ربه بها في اليوم المذكور، ودفن بمقبرة الشهداء باغبيلة. له ترجمة في سل النصال.
وفي شهر صفر توفي ميمون بن بوشتى البركاني قاضي سيدي قاسم من قبيلة الشراردة مدة. توفي عن نحو سبعين سنة ودفن بمدينة سلا.
وفي يوم الخميس ثالث ربيع الأول توفي عبد الخالق جسوس الرباطي، تقدمت ترجمة والده.
دفن بروضة العلو.
وفي يوم الاثنين أواسط ربيع الأول توفي الشرقي بن محمد الشرقاوي أصله من طنجة وسكن الرباط.
في يوم الثلاثاء عشري ربيع الأول بعد صلاة العصر توفي محمد بن الحاج عابد البوشواري السوسي ودفن من غده يوم الأربعاء على الساعة صباحا. كان يسكن قرية أيت بها بقبيلة هشتوكة الجبلية، وهو ابن أخت الشيخ الحسن البوشواري الثائر بها عند دخول فرنسا لسوس.
أقام في عدة مدارس كبرى بسوس يدرّس العلم بالقبائل السوسية وجدّد مدارسها وترك تلامذة عديدين رحمه الله، وقد ترك ولدا اسمه محمد وهو فقيه جيد تخرج على يد أبيه وعلى الشيخ الحاج الحبيب المدرس بمدرسة أيت صواب. هذا ما كتب لي به أحد علماء سوس لم أستحضر اسمه الآن.
في ظهر يوم الأربعاء واحد وعشري ربيع الأول توفي عبد الخالق بن أحمد بن الحاج محمد الطريس التطواني إثر سكتة قلبية بفندق الموحدين بمدينة طنجة، الزعيم الشهير ومؤسس حزب الإصلاح الوطني في مدينة تطوان إلى غير ذلك، البطل المكافح، قضى أكثر من أربعين عاما في الجهاد والعمل من أجل حرية بلاده ومقاومة الاستعمار، وضحى بجميع ما يملك من جهد ومال، شارك في عدة مؤتمرات عربية ودولية مشاركة فعالة، وأنشأ في مدينة تطوان صحيفة سماها الحياة الأسبوعية وغيرها. دفن بمقبرة سيدي المنظرى خارج مدينة تطوان.