وفي يوم السبت عاشر قعدة توفي محمد بن عبد السلام الحلو، من أولاد الحلو المعروفين بفاس. توفي بمدينة صفرو ونقل إلى فاس من غده ودفن بالقباب. هذا الرجل كان من أكبر تجار فاس المثرين بها، وله مواقف كبيرة مشرفة في الناحية الوطنية، دائما يواجه رجال الاستعمار بالحق ولا يعبأ بهم حتى نفوه من أجل ذلك وبقى في منفاه أكثر من سنة. ومن أجل ذلك كان محبوبا عند الناس معظما محترما، له عقل راجح ووجاهة، نسخ بخطه الجميل الكتب الستة ونسخ خمسين مصحفا كريما. وعندما أتم ذلك جعل وليمة أظهر فيها كرمه فرحا لما حصل عليه من نسخ ذلك ورجاء ثواب الآخرة رحمه الله.
وفي أواسط حجة توفي عبد القادر المدعو قدّور بن الطاهر بن السلطان الجليل المولى سليمان العلوي الحسني، كان نقيبا بدار الشريفات بفاس، ومن أكبر عدول السماط ومن وجهاء فاس وأعيانها محبوبا من الجميع.
وفي هذا العام توفي المنوّر بن العلامة القاضي محمد-فتحا-ابن العالم الوجدي، كان يطلب العلم بباريس وهو من النبغاء، خنقه مجمر من الغاز تركه مفتوحا. فقد أصيب المغرب في هذه السنة بموت ثلاثة شبان كان ينتظر الكثير من علمهم: هذا والتازي وبنيس، وقد مر بك وفاتهما وستأتي وفاة والده بعد هذا إن شاء الله.
فيه توفي احماد بن موحى وقيل أبرى ينتمي لزاوية تامكي، تنتمي عائلته إلى الزاوية، وجدّه معروف بالولاية والصلاح والانتماء للشيخ المربّي الشهير سعيد أحنصال، يذكرون أنه من الأشراف عاش في القرن الثاني عشر. هذا الرجل من الذين كافحوا عن بلادهم أوائل الحماية إلى أن استولى عليه الاستعمار وسجنه وحكم عليه ونفذ عليه الحكم بالقتل ضربا بالرصاص.
انظر تفصيل ذلك في مجلة دعوة الحق العددان الثاني والثالث من السنة العشرين في ربيع الثاني سنة 1399،1979 ص.120 بقلم الحاج أحمد معنينو السلاوي.
وفي يوم الجمعة تاسع وعشري جمادى الثانية كان ابن عرفة يصلي الجمعة بمسجد برّيمة بمراكش، وأثناء الصلاة وقع انفجار قنبلة أصابته شظاياها في وجهه إصابة بليغة وفقد بسبب ذلك إحدى عينيه، كما أصيب بعض أصحابه وحاشيته، وقتل الأكلاوي رجلا بيده ظنا منه أنه صاحب القنبلة، ووقعت فتنة عظيمة هناك، وتأثر الأكلاوي لذلك لأنه كان يظن أن مراكش وما حولها في يده ولا يقع فيها شيء حتى ضرب أميره الساهر عليه وعلى حياته.