وفي خامس عشر شوال توفي محمد الزرقطوني بالدار البيضاء أحد رؤساء الفداء بها. فقد دافع دفاع الأحرار عن شعبه، ولما وقع بين يد الاستعمار وأرادوا استنطاقه على الحركة التي توجد بالمغرب لأنهم علموا أنه من رؤسائها، أجابهم بأنه مستعد أن يبين لهم كل شيء وأفراد العصابة فاستبثروا بذلك فبينما هم ينتظرون ذلك بكل تلهف إذا بالزرقطوني جثة هامدة بين أيديهم لأنه كان معه قرص سم تناوله حتى لا يبوح بسر إخوانه، فاختار الدار الآخرة.
وفي صباح يوم الخميس ثاني وعشري شوال توفي بباريس قدور ابن غبريط التلمساني المعسكري، سكن مدينة فاس قبل الحماية مدة وكان لا يخرج من ضريح المولى إدريس بفاس ويظهر الصّلاح والنسك ثم يتصل بأهل الوجاهة لأجل أن يلتقط ما عندهم من الأخبار ويكتب بذلك لمن يعنيه الأمر من الذين يتربصون بالمغرب الدوائر في الجزائر وفرنسا، وعامة أهل فاس يعظمونه ويحترمونه ويعتقدون فيه الصلاح والدين. ولما تم أمر الحماية بالمغرب تقلب في عدة وظائف سامية وأخيرا عين رئيسا للمسجد الذي بني في باريس ووزيرا للمغرب بفرنسا. وقد حصل على عدة أوسمة فرنسية ومغربية.
توفي بباريس الذي كان يسكنها آخر حياته، ونقل بعد وفاته إلى بلده من القطر الجزائري ودفن هناك. كذا بلغني.
وفي رابع قعدة الحرام عامه توفي عبد القادر بن المحجوب ابن عيسى، من نسل الشيخ الكامل سيدي محمد ابن عيسى دفين مكناس. كان يوصف بالعلم والدين. توفي عن نحو سبعين سنة، ودفن بضريح جده الشيخ الكامل على يمين الداخل للقبة.
وفيه توفي الطاهر بن مالك المراكشي أحد علماء الكلية اليوسفية بمراكش، العلامة المشارك المطلع المؤرخ. توفي عن سن تناهز السبعين سنة، ودفن بمقبرة باب أغمات بمراكش.
وفي أوائل قعدة المذكور توفي محمد بن مبارك الحسني الودغيري، من أولاد الودغيري المعروفين بفاس، العالم العلامة المشارك، تولى قضاء قبيلة شراكة مدة، ومدينة سطات مدة قليلة، وأخيرا عزل عن ذلك واستوطن فاسا وبقى بها إلى أن توفي في التاريخ المذكور له ترجمة في سل النصال.