وفي يوم الجمعة خامس محرم فاتح العام توفي عمر بن أحمد بن محمد السلاوي، من أولاد السلاوي المعروفين بفاس، استوطن والده معه الدار البيضاء، وهو أحد الرجال الذين طلبوا العلم في باريس وحصل على الدكتوراه في الحقوق وقد صار يزاول أشغاله بالمغرب، قتلته يد الإرهاب الفرنسي التي ظهرت بالمغرب وسمت نفسها باليد البيضاء لما ظهرت اليد السوداء الفدائية، كوّنها الاستعمار وهي متركبة من الشباب الفرنسي المتعصب، تقتل كل من رأته يدافع عن المغرب، فكان السلاوي ضحية للإرهاب الفرنسي وعمره لا يتجاوز ثلاثين سنة، وكانت جنازته بالدار البيضاء حافلة شهدها أكثر من ثلاثين ألف مواطن.
وفيه توفي الحاج العربي بن عبد الله عواد السلاوي، من أولاد عواد المعروفين بها، ضرب من طرف الفدائيين قبل ذلك بنحو خمسة أيام لأنه كان ممن يخطب بابن عرفة ويعدّ من علماء سلا.
وفي سابع وعشري محرم توفي محمد بن إبراهيم المراكشي شاعر الحمراء بمدينة مراكش محل سكناه، الشاعر المبدع البلبل الصداح المجمع على حسن أسلوبه ومقدرته وبديهته. ذكر في ترجمته التي كان كتبها بنفسه أن من جملة دواوينه معارضة لزوم ما لا يلزم للمعري. وذكر لي رحمه الله أنه جمع ديوانا من القصائد الصغيرة ليطبع بالدار البيضاء ولكن ذلك لم يتم له.
توفي فجأة بسكتة قلبية أصابته بسكناه في رياض الزيتون من مراكش. كانت ولادته عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف. أنشدني رحمه الله وأنا مارّ معه بحومة الدرج بفاس ارتجالا بيتين يتغزل فيهما بأمرد يدعى إدريس.
وفي يوم الاثنين رايع عشر محرم توفي محمد بن عبد الله كديرة الرباطي نائب القاضي هناك. كان عالما مشاركا له ولوع بالكتب وشرائها. ولما توفي بيعت خزانته بثمن له بال. توفي ببلده.
وفي يوم الجمعة ثاني وعشري صفر توفي أحمد بن محمد الشدادي قاضي مدينة تطوان، الفقيه العلامة المشارك المطلع، له تآليف. توفى فجاة بمنزله ودفن من يومه.