وفي أوائل شعبان توفي محمد بن عبد القادر بنيس عن نحو ثمان وعشرين سنة، وهو ابن باشا مدينة صفرو. كان طالبا بمدينة بوردو يدرس الطب وقع له اختناق في الدم ونقل إلى فاس ودفن هنا. ويعد موته خسارة للمغرب.
وفي أواسط شعبان توفي سعيد بن إديس بن محمد العلوي الأمراني الحسني، من الشرفاء الأمرانيين الذين بمكناس. كان متوليا حطة القضاء بمدينة زرهون ونواحيها مدة، ولم يكن من أهل العلم وإنما قرّبه لذلك المنصب تطارحه وسمته.
توفي فجأة بمكناس ودفن بروضة الأشراف هناك.
وفي الساعة الثالثة من يوم الجمعة سادس وعشري شعبان المذكور توفي عبد الرحمان بن محمد بن محمد-فتحا-بركاش باشا عاصمة الرباط سابقا عن سنّ عالية، المخلص الكبير المدافع عن شعبه وقومه. تولى الباشوية بالرباط مدة طويلة منذ وفاة عمه الصديق بركاش عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف، كان فيها مثال الإخلاص. ولما ظهرت الوطنية بالمغرب كان من أشد أنصارها، ومن أجل ذلك عزل عن وظيفته، فلزم داره الشهيرة بالرباط إلى أن توفي رحمه الله ودفن هناك. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف.
وفي آخر العام توفي البشير الزمراني قائد قبيلة تسول عن خمسة وسبعين عاما، ذكرت جريدة السعادة عنه أنه كان من الأبطال الذين شاركوا في حرب الريف (إلى جانب الاستعمار) ومن الذين استولوا على عبد الكريم، وهو الذي ولته الحكومة قيادة الرباط في الفتن الأخيرة، وكان أحد أولاده ادّعى أنه الزعيم لحزب المعارضة.
وفي الساعة الثانية عشرة والنصف بعد زوال يوم الثلاثاء تاسع وعشري رمضان توفي شيخنا محمد-فتحا-بن محمد العلمي الحسني، العلامة المطلع المشارك المدرّس النفاعة، شيخ الجماعة في علم الحساب والهيأة والتنجيم وغير ذلك من فنون الرياضيات. كانت ولادته عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، له تآليف عديدة جلها في علم التوقيت والهيأة والحساب، وقد طبع البعض منها على الحجر بفاس فلا نطيل بذكرها. ضيّعه قومه ولو كان في أمة متمدنة لجعلوا له شهرة وافتخروا بمثل وجوده بينهم.
دفن بروضة العبدلاّويين الكائنة بالقباب خارج باب الفتوح. له ترجمة حافلة في فهرسنا سل النصال مع صورته.