وفي الساعة الرابعة من عشية يوم الأحد سادس رجب توفي محمد بن محمد بن عبد القادر ابن سودة العمّ مباشرة. كانت ولادته في رمضان عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وثلاثين وثلاثمائة وألف. العالم المشارك المطلع الحافظ المستحضر الكثير التدريس والإفادة، تولى الخطابة بمسجد الشيخ أحمد الشاوي بفاس عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأدخل إلى النظام القروي من أول تأسيسه فدرس فيه التفسير والحديث وغير ذلك من الفنون.
له ديوان شعر في مجلد، وله مطالع الشموس والأقمار في ترجمة أبي الشتاء الخمار، عرّف فيه بالشيخ الشهير أبي الشتاء الخمار دفين قبيلة فشتالة المتوفي سنة سبع وتسعين وتسعمائة بطلب من بعض حفدته. دفن بروضة العبدلاويّين أعلى القباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر رجب توفي الحاج محمد بن بو شعيب الأزموري، العالم المطلع الميقاتي الحيسوبي الغيور على العروبة والإسلام، توفي بمسقط رأسه أزمور.
وفي آخر شعبان توفي الصديق بن محمد العلوي الحسني، من أعيان الطريقة الدرقاوية، له أتباع وتلامذة، يشار إليه بالخير والصلاح والدين. توفي بمدينة القنيطرة وبها دفن بزاوية المولى العربي الحسن الأزماوي، وهو من أكبر تلامذة الشيخ أحمد بن قاسم الخميسي المار الوفاة عام خمسين وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال.
في ثامن شوال عامه بلغنا من الحجاز نبأ وفاة عمر بن حمدان التونسي، هذا الشيخ كان زار المغرب ودخل فاسا ونزل بزاوية الكتانيين بأعلى القطانيين واحتفل به علماء المجلس العلمي، ألقى عدة دروس بالقرويين وبالزاوية الكتانية، حضرت البعض منها واستفدت، وذلك سنة أربعين وثلاثمائة وألف، وهو الذي صلى على الشيخ الجليل أحمد بن جعفر الكتاني بالضريح الإدريسي (ذكر ذلك محمد بن جعفر الكتاني في كتابه النبذة اليسيرة النافعة الجزء الثاني، في ترجمة أخيه أحمد المذكور) له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الجمعة عاشر شوال الأبرك توفي الحسن المدعو لحسن بن بوجمة البوعقيلي السوسي نزيل الدار البيضاء. كان عالما مشاركا، له تآليف عديدة طبع البعض منها على الحروف، وكان من المتوغلين في الطريقة التجانية، وله فيها اعتقاد كبير. ترجمه في كتاب المعسول وأطال في ترجمة بماله وعليه. وكانت وفاته بالدار البيضاء التي كان يقطنها.