وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر قعدة توفي محمد بن محمد بن سعيد المكناسي، من أولاد ابن سعيد المعروفين بمكناس وفاس وسلا، علامة مشارك مطلع كثير التدريس. تولى التدريس بالنظام القروي مدة، ثم نقل إلى العضوية بمجلس الاستناف الشرعي بالرباط لكونه كان متضايقا من طلبته الذين كانوا ينكرون عليه بعض مواقفه من الوطنيين وفي بعض الأحيان يتفقون على ترك دروسه فيبقى وحده، فطلب ترك التدريس بالكلية وعين عضوا بمجلس الاستناف الشرعي بالاعتياب الشريفة وبقي هناك إلى أن توفي بالرباط ودفن بمقبرة العلو. له ترجمة في سل النصال.
وفي عشري ذي الحجة توفي عبد القادر بن العربي السباعي. كان خيرا دينا صالحا ترجمه في كتاب المعسول ترجمة متوسطة.
وفي هذه السنة توفي عبد السلام بن الفاضل العلوي الحسني المكناسي، كان وليا صالحا يشار إليه بالخير والصلاح والفضل، وهو من أكابر تلامذه الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني، كثيرا ما يلهج به وبذكر مناقبه وفضله. توفي ببلده مكناس.
وفيها توفي إدريس بن بوشتى بن الهاشمي الجامعي، الفقيه المشارك، له رحلة حجازية في مجلد وسط، رحل إلى الحج سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف. دفن خارج باب الشريعة.
وفي حادي وعشري جمادى الثانية صدر الأمر بتولية محمد بن عبد السلام بناني القضاء بمقصورة الرصيف مكان محمد بن عبد السلام السائح الرباطي الذي نقل إلى مدينة مكناسة الزيتون أول هذه السنة.
وفي أواسط شوال أخر عن النيابة بمقصورة الرصيف محمد بن محمد ابن إبراهيم المشنزائي الشيخ المشارك المدرس النفاعة المطلع، وولي مكانه إدريس بن محمد بن المامون البدراوي الذي أخر عن القضاء. عالم يعرف النوازل والأحكام معظما محترما.