وفيه توفي علي بن صالح بن أحمد السوسي الأديب الشاعر المطلع، يقول الشعر عن قلة مع الإجادة. كانت ولادته عام ثمانية وثلاثمائة وألف، ترجمته في كتاب المعسول.
وفيه توفي إدريس بن أحمد العلوي الحسني. من سكان فاس الجديد، الأجل المتبتل صاحب كلام الملحون، وكان إماما بجامع السوق الذي يعرف بجامع المفلقة هناك. يدرك المستمع إلى قصائده أنه من فحول شعراء الملحون لما فيها من وعظ وإرشاد واعتقاد سليم. دفن خارج باب المحروق.
انحبس المطر بالمغرب كله من أواسط محرم إلى ثالث وعشري ربيع الأول موافق مارس سنة خمس وأربعين وتسعمائة ميلادية فاستأذن الناس-جلالة الملك-في صلاة الاستسقاء، فأذن لأهل فاس وصلى بهم الشيخ علي بن الشيخ الطيب العربي الدرقاوي الحسني الآتي الوفاة عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف وذلك يوم الخميس رابع وعشري ربيع الأول، ثم صلى بهم أحمد ابن محمد العمراني الحسني يوم الاثنين سابع وعشرين منه فأكثر في خطبته من الأحاديث الضعيفة مع أنه محدث والأمر لله. وفي متم الشهر المذكر صلّى بهم محمد بن محمد ابن عبد السلام الطاهري الصقلي الحسيني، ثم محمد بن عبد الواحد ابن سودة في يوم الاثنين رابع ربيع الثاني ثم في يوم الخميس بعده السابع منه صلى بهم الحسن بن محمد بن العباس العلوي الآتي الوفاة عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف، ثم في الثامن منه صلّى بهم محمد الشريف بن علي التكناوتي الحسني، ثم وقع المنع من أصحاب الحكومة، وفي كل ذلك لم ينزل المطر في هذه السنة أصلا، فكانت المجاعة العظمى وانتشرت الحمى المعروفة بالتيفوس ومات بسببها خلق كثير داخل المدينة وخارجها مرضا وجوعا، وصار هذا العام يعرف بعام التيفوس إلى الآن والأمر لله.
وفي ليلة الإثنين سابع وعشري ربيع الأول وقع حريق بوسط سوق العطارين من فاس، وتسربت النار إلى طرف من سوق التليس مع طرف من سوق الحنّاء وباب المجادليين وتربيعة مجاورة بأجمعها، فكان ما أحرق من الحوانيت نحو مائة وعشرين حانوتا، وضاع بسبب ذلك أموال كثيرة.