في عشية يوم السبت تاسع وعشري ربيع الأول توفي علي بن عبد الرحمان بن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمران بن عبد الغفار بن السخن بن سليمان الحسني العمراني المعروف بالجمل الشيخ الشهير والمربي الكبير، دفن بحومة الرميلة من فاس. وهو شيخ الشيخ العربي ابن أحمد الدرقاوي الآتي الوفاة عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف، وعليه تخرج وإليه ينتسب.
توفي عن سن عالية يقرب من مائة وعشرين سنة، ودفن بحومة الرملية أمام زاوية الشيخ أبي مدين، وبنيت عليه قبة. وألف في مناقبه الشيخ العربي الدرقاوي تأليفا، وترجمته واسعة.
وفي عشية يوم الخميس متم ربيع الثاني توفي محمد بن الحسن بن مسعود بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم بناني، الشيخ الشهير، والعلامة الكبير، صاحب التآليف العديدة، منها حاشيته على شرح الشيخ الزرقاني على المختصر سمّاها الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني؛ ومنها حاشية على شرح مختصر السنوسي في المنطق؛ وحاشية على شرح المكودي للألفية؛ وحاشية على المحاذى لابن هاشم؛ وشرح على المختصر وصل فيه إلى قوله وإن قام إمام لخامسة ومات دون إتمامه، وشرح على الأخضري؛ واختصار الآيات البينات للعبادي أجاد في تحريره وتجويده في النحو؛ والكلمات الواضحة. ولد عام ثلاثة عشر ومائة وألف، ودفن بروضة اتخذت له بالدرب الطريل بروضة الشيخ ميارة وروضة السيد عزوز. كان يسكن بالشراطين من حومة القطانين.
وفي جمادى الأولى توفي محمد بن الطيب سكيرج الأنصاري. كان شاعرا مقتدرا مجيدا غاية الإجادة. له رجز سماه الشافي في علم العروض والقوافي، وحاشيته على شرح ابن مرزوق على الخزرجية. توفي بالوباء، ورأيته محلّى بلفظ: "العلامة المبرز في حلبة النثر والنظم نادرة الزمان، في التحقيق والبيان، عماد الدولة وعظيم الصولة".
وفي يوم السبت تاسع وعشري جمادى الأولى توفي زين العابدين المدعوّ زيان بن هاشم بن عبد الرحمان العراقي الحسيني. كان علامة مشاركا، له اطلاع كبير في جل الفنون وإدراك واسع في النحو حتى إنه كان يلقّب بسيبويه زمانه، كثير التدريس والإفادة. له فهرسة جمع فيها أشياخه. توفي يوم الخميس ودفن داخل قبة الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة.