وفيه كان الجراد منتشرا، ووقع في البقر موت كثير حتى كاد أن ينعدم من المغرب.
ووجدت بخط بعضهم: "وفي يوم الجمعة حادي عشر جمادى الثانية عام ثلاثة وتسعين ومائة وألف أوقع أمير المومنين سيدي محمد بن عبد الله بقبيلة الحياينة وقتل منهم بالمعركة نحو الثلاثين رجلا وأخذ بعض أموالهم، وكذلك أخذ بعض الزرع، ثم من الغد ارتحل عنهم ومر بمدينة فاس ولم يدخل إليها وذهب إلي مدينة مكناسة قاصدا. ثم خرج إلى قبيلة غياتة ومن صاهرهم وهم من كروان وبني سادن وأيت اسكاتو. ورغبه زمور في حرب هؤلاء فتربص على حربهم. ثم إن زمور حاربوهم في يوم السبت سابع وعشرى جمادى المذكورة فغلب زمور أيت يدارسن ومن تبعهم، ومات من زمور نحو مائة رجل ومن أيت يدارسن ومن معهم نحو الثلاثمائة.
ومن الخط المذكور: "كان خروج الركب النبوي من فاس يوم الأحد عشرى جمادى الثانية عامه، وأقام على ضفة سبو يوم الاثنين وسافر يوم الثلاثاء. وكان معهم في الوفد بأمر من مولانا نصره الله أبناؤه مولاي اليزيد ومولاي سلامة وأمهما شهر زاد وأختهما التي تزوج بها أمير مكة ثم أخوه، وذلك برياسة السيد لحاج عبد الكريم ابن يحيى".
وفي يوم السبت ثالث رجب خرج المولى عبد السلام بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي كان مستوطنا بمدينة فاس مع مائة نفر من أهل فاس ومائة نفر من أهل قبيلة الاوداية بأمر من والده ليصلح بين قبيلة هوّارة والحياينة والقبائل المجاورة لهم.
وفي يوم السبت المذكور قدم إلى فاس الجديد عثمان بن محمود من عقب عبد الرزاق بن المولى عبد القادر الجيلالي. ومن غده دخل إلى فاس البالي ونزل بالزاوية القادرية وأكرمه الناس وفقراء جده وأعطاه قائد فاس كل يوم خمسين درهما نفقة من عامل فاس ثم قطعه عنه لأن السلطان أمر بمنع ذلك، وبعد ذلك سافر إلى مكناسة لأجل الاتصال بالسلطان.