وفي ليلة السادس من شوال توفي محمد بن القاسم البهلولي، الشيخ الجليل المتبرك به.
أخذ عن الشيخ الخضر الشجعي المار الوفاة عام خمسة وتسعين ومائتين وألف. وهو عمدته، أخذ عنه عدد من العلماء طريق التصوف، وكان خليفة للشيخ الشّجعي المذكور يقوم بأمر الزاوية التي بحومة المخفية. توفي قريبا من جبل كندر وهناك دفن، ولا يزال أتباعه يقيمون له موسما في كل سنة.
وفيه توفي الهاشمي الزرهوني إمام ضريح المولى إدريس بن إدريس الأزهر. كان عالما مشاركا خيرا دينا مدرسا، أخذ عنه الشيخ أحمد بن الخضر العمراني الحسني الآتي الوفاة عام سبعين وثلاثمائة وألف.
وفيه توفي أحمد بن عبد الله بركاش الرباطي يذكر أنه من طلبة الرباط. تقدمت وفاة أخيه عام ستة وثلاثمائة وألف، وبعض أقاربه.
وفيه توفي عبد الصادق بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الصادق الرجراجي نزيل الصويرة، الفقيه العلامة المشارك الخطيب، تولى قضاء مدينة الصويرة مدة. ذكره في كتاب إيقاظ السريرة.
وفيه توفي محمد البقالي، كان وليا صالحا من أشياخ الشيخ فتح الله بناني، ذكره في فهرسته، ولعله من أهل مدينة سلا.
في ثالث محرم أخذ المولى عبد العزيز قرضا من الدولة الأنجليزية لأجل الدفاع عن المغرب ضد الثائر بوحمارة المذكور لأنه استفحل أمره بشرق المغرب. انظر شروط ذلك مفصلا في كتابنا زبدة الاثر.
وفي رمضان استسلف السلطان المولى عبد العزيز من الدولة الفرنسية اثنين وستين مليونا من الفرنك لأجل الدفاع ضد الثائر بوحمارة المذكور الذي قام عليه بشرق المغرب فأخذتها دائرة السوء التي كانت لها السيطرة إذ ذاك، كما أخذت ما استسلفه من الدولة الانجليزية واقتنت بذلك قصورا ودورا وصارت بسبب ذلك تعدّ من الأغنياء ومن وجهاء المغرب، والأمر لله ولو شاء ربك ما فعلوه.