وفي شهر شوال توفي أحمد بن الشيخ حافظ الشنجيطي الشيخ حافظ المستحضر المطلع، دخل إلى المغرب ووصل إلى فاس وبقى به مدة. توفي ببلده عن نحو احدى وتسعين سنة.
وفي أوائل رجب من هذا العام ظهر الثائر بوحمارة الجيلالي بن إدريس الزرهوني، أصله من جبل زرهون، كان مخزنيا عند الخليفة بفاس المولى عمر بن المولى الحسن، وكان من حزب الوزراء الجامعيين. فلما تولى احماد بن موسى زمام الأمر كان من المسجونين بحبس الدكاكين بفاس مع الوزير المنبهي. وفي مدة سجنه اشتغل بعلم الرمل والكهانة وضرب الفال إلى غير ذلك مما كان شائعا في ذلك الزمان، وأعانه على ذلك بعض المشعوذين ممن سجن معه.
لقب بأبي حمارة لأنه أتى من الجزائر من تلمسان راكبا على حمارة قاصدا نواحي جبال غياتة، واجتمعت عليه بعض القبائل هناك باسم المولى محمد-فتحا-بن السلطان المولى الحسن الآتي الوفاة عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف الذي هو أكبر أولاد مولانا الحسن، وشاع أمره بينهم باسم أبي حمارة لا باسم المولى محمد-فتحا-وكانت الحكومة الفرنسية تؤيده بالمال والعدة تمهيدا لنشر الحماية على المغرب.
وفي عشري رجب المذكور استولى على مدينة تازا وجعلها دار إمارته وكان العامل عليها من قبل المولى عبد العزيز ولد الشّيكر. وبقى أمر أبي حمارة في زيادة وظهور إلى أن استولى على جل القطر الشرقي من المغرب، وبسبب ظهور أبي حمارة عرف المغرب أهوالا ومصائب لا قبل له بها، وقد اضطر إلى اقتراض أموال مهمة وشراء عدة أدوات حربية من عدة دول أوربية لأجل القضاء على ثروة أبي حمارة الذي سعى في الأرض فسادا، إلى أن قبض عليه المولى عبد الحفيظ وقتله عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف كما ياتي.