وفيه توفي محمد بن محمد بن قاسم الريفي التلمساني، من جملة كتّاب السلطان المولي الحسن. كان مستوطنا أخيرا بثغر الصويرة، وله خط حسن يكتب المصاحف والشفا والشمائل إلى غير من كتب الحديث، وكتب كثيرا للسلطان المولى الحسن المذكور. وفي آخر أيامه سجن لأمور انتقدت عليه، ثم ذهب إلى مدينة طنجة واستوطنها وتوفي هناك وترك بها أولادا.
وفيه توفي بمصر عبد القادر بن عبد الكريم الورديغي الشفشاوني. كان علامة مشاركا مطلعا، له عدة تآليف، منها بغية المشتاق لأصول الديانة والمعارف والأذواق؛ ونهاية السباق إلى حضرة الملك الخلاق، اختصر فيه كتاب الشيخ الحاج أحمد الرباطي المار الترجمة عام خمسة وثمانين ومائتين وألف في الشيخ الحراق؛ وتأليف فقهي على المذاهب الأربعة سماه شمس الهداية لتذكير أهل النهاية، وكلاهما طبع، إلى غير ذلك من التآليف.
وفيه توفي الجيلالي السباعي. كذا بخط سيدنا الجد أحمد رحمه الله.
وفي رمضان توفي عبد القادر بن الشيخ أحمد ابن عجية الحسني نزيل تطوان عن نحو تسعين سنة. تقدمت وفاة والده عام أربعة وعشرين ومائتين وألف، الشيخ الشهير، والعارف الكبير، كان يعدّ من صلحاء أهل مدينة تطوان. ولد بعد وفاة والده بشهرين.
وفيه توفي العربي بن محمد ولد أبّا محمّد الشركي، القائد الشهير زمن السلطان المولى الحسن. كان عاقلا محنكا يعرف من أين تؤكل الكتف. توفي بفاس ودفن بزاوية بدرب الحرة.
وفيه توفي إبراهيم بن محمد البراوي الفوتي السوداني أصلا، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. العلامة الدراكة الفهامة المشارك اللغوي الشاعر المقتدر، له تآليف عديدة، وأشعار في مدح الشيخ ماء العينين توفي عنده بتزنيت.