وفي يوم الاثنين مهلّ قعدة توفي أحمد بن إدريس اليازغي نزيل فاس. علامة مشارك مطلع، دفن بروضة قرب باب الحمراء برأس القليعة.
وفي يوم الأربعاء عاشر قعدة توفي العباس بن الشيخ محمد بن عبد الرحمان الفيلالي السجلماسي الحجرتي. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وأخيه عام ثلاثة وثلاثمائة وألف. العلامة المعتني المطلع المشارك المحرر النحرير، له عدة كنانيش وقفت على البعض منها واستفدت منها في هذه الوفيات لأنه كان له اعتناء بذلك وخصوصا كناشة له أخذت على آلة التصوير الفو تغرافي من الخزانة العامة بالرباط تحت عدد 1299 فقد أخذت على الورق نقلت منها في هذا الوفيات ما هو صالح لها. وهذه الكناشة هي مبيضّة لكتاب أراد أن يسميه الروض الطيب العرف.
وقد وقفت له على كتاب في نفس الموضوع سماه لوامع الدرر من رجال أهل القرن الثالث عشر، وله غير ذلك. دفن بالقباب قريبا من والده.
وفي قعدة توفي إبراهيم بن محمد بن الطيب بن الولي الصالح محمد ابن الجناوي الرجراجي. دفين وادي كريفلة من قبيلة زعير. كان عالما مشاركا مطلعا وتولى القضاء بالدار البيضاء بالنيابة. دفن بضريح مولاي المكي بمسقط رأسه الرباط.
وفي الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس ثالث ذي الحجة توفي السلطان الجليل المولى الحسن بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني بدار ولد زيدوح من قبيلة بني موسى في ناحية تادلا وحمل إلى مدينة الرباط ودفن مع جده سيدي محمد بن عبد الله.
ووجدت بخط بعضهم: "وفي الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس ثالث حجة متم عامه توفي السلطان المولى الحسن بن سيدي محمد بدار ولد زيدوح من فرقة أولاد بني موسى بقبيلة تادلا ووصلت به المحلة إلى البروج من بلاد بني مسكين في يوم الخميس المذكور. وفي عصره اجتمع أهل الحل والعقد على بيعة نجله المولى عبد العزيز، وسنه اثنتا عشرة سنة، ثم نقلت الجنازة من البروج يوم الجمعة قاصدا بها رباط الفتح ليدفن به.
وقد قدم ولده المولى عبد العزيز أمامه وكان حين الوفاة برباط الفتح لأن سفره كان قبل سفر والده يوم الخميس حادي عشر قعدة، وبعد ذلك سافر ولده يوم الاثنين خامس عشر قعدة بعده.
وبعد نقله إلى الرباط دفن بضريح جده سيدي محمد بن المولى عبد الله يوم الأربعاء تاسع حجة عامه. العالم العلامة الأمير العادل، له فكر ثاقب وجهاد مستمر منذ تربع على دست الإمارة.
وهو الذي أسس النواة الأولى لرقى المغرب لعلمه أن دول أوربا تريد الاستيلاء عليه ولها أطماع فيه من عدة نواحي.