وفي ضحى يوم الثلاثاء عيد الأضحى رام باشدور الدولة الأنجليزية أن يرفع راية بلاده فوق منزله بفاس، فمنع من ذلك، واجتمع بعض أهل فاس ومن انضاف إليهم من أهل البوادي وذهبوا للعرصة التي كان نازلا بها وهي عرصة المدني بنيس بالحامية وأرادوا الفتك به، لكن منعهم من ذلك بعض أرباب السلطة. ومن الغد وقع القبض على إدريس بناني من أكبر أعوان قائد فاس بوشتى ابن البغدادي وسجن بفاس، ثم بعد يومين أمر به فسجن بفاس العليا لأنه ربما كانت له يد في هذه المؤامرة.
وفي يوم الجمعة الموالي له خرج عامل فاس المذكور إلى قبيلة أولاد جامع وبقى بها إلى أن جاء الأمر إلى الباشادور المذكور بأن يغادر فاسا، واستخلف في محله التاجر السيد البدوي بن البرنوصي بناني. ثم إن الباشادور المذكور قابل المولى الحسن شاكيا وظهر منه طيش وحمق، فمن أجل ذلك لم يساعده المولى الحسن على مطلبه.