وفي ليلة الخميس سابع وعشري قعدة توفي العربي بن العربي العلمي، كان ممّن ينتمي إلى التصوف والخيارة والديانة، ذكره الشيخ فتح الله بناني في طبقاته.
وفيه توفي محمد بن قاسم بن أحمد اليزيدي السوسي، علامة مشارك، له رحلة إلى الحجاز مفيدة جدا وله ترجمة في كتاب المعسول.
وفيه توفي الجيلالي بن عزوز الرّحالي بمكناسة الزيتون، الفقيه العلامة الحيسوبي الموقت البركة المشارك، يشار إليه بالخير والصلاح. دفن ببلده.
وفيه توفي أحمد مرسيل الأندلسي الرباطي. كان فقيها موثقا مشاركا. توفي ببلده ودفن بالزاوية الناصرية.
وفي أواخر جمادى الأولى ورد الخبر على فاس بموت محمد الرشيدي الفقيه الكاتب المشارك المطلع المدرس، توفي بكرزاز من قبيلة شوات. كان أولا يدرس مع طلبة أهل البادية بما يناسبهم ثم صارت تنسب إليه أمور في الفتوى مع حدة لسانه فسجنه قاضي وقته على ذلك، ولما سرح طلب الكتابة فولاه السلطان العمالة على قبيلته وبقى بها إلى أن توفي في هذه السنة.
وفي يوم الخميس ثامن وعشري ربيع الأول أمر السلطان المولى الحسن بترحيل الفقيه العلامة المدرس العباس بن أحمد التازي الآتي الوفاة عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف عن هذه الحضرة الإدريسية إلى مراكش، فخرج فورا صحبة خمسة وعشرين من الخيل وأمر بترحيل أهله معه. وسبب ذلك أنه صدرت منه مقالة فيما قبل ذلك بنحو سنة سلفت عن تاريخه، ذلك أنه كان جالسا مع قاضي فاس عبد الهادي الصقلي الحسيني الآتي الوفاة قريبا بمحل وجرى بينهما كلام من جملته أن قال التازي للقاضي المذكور: نطلب الله أن أكتب لك البيعة بيدي هذه، فبلغت هذه المقالة للأمير فأسرّها في نفسه حتى نفّذ أمره. ولما بلغ ذلك للقاضي عبد الهادي المذكور لزم داره وتمارض، ثم بعد ذلك صار يخرج ويحكم ثم طلب الذهاب إلى الحج فقبل طلبه كما يأتي. ثم إن الشيخ التازي سمح له بالرجوع إلى فاس بعد تولية المولى عبد العزيز.