وفي آخر جمادى الثانية توفي محمد العربي بن قاضي مدغرة محمد الهاشمي بن الحسن المدغري الحسني العلوي أحد تلامذة الشيخ البدوي زويتن. الولي الصالح من أكبر العارفين، له زاوية وأتباع في جميع البلدان. ألف في شيخه المذكور تأليفا في مجلد ضخم سماه المشرفي المسلول في إبطال دعوى كل مضل جهول. توفي ببلاد مدغرة بتافلالت عن نحو اثنتين وتسعين سنة وجعلت عليه قبة.
وفي يوم الجمعة ثامن وعشري رجب توفي الحسن المدعو حساين بن علال الحمومي الحسني. كان مدرسا مشاركا شيخا جليلا ودفن بزاويتهم بحومة البليدة عن نحو سبعين سنة.
كان مقصودا للإصلاح بين القبائل وخصوصا أولاد جامع والشراكة مع نفوذ الكلمة عند عمالهم فيما به يشير عليهم.
وفي تاسع وعشري رجب توفي العربي بن محمد ابن السايح نزيل الرباط، العالم العلامة المشارك المدرس المؤلف المتفنن، له عدة تآليف، منها شرح منية المريد في الطريقة التجانية سماه بغية المستفيد؛ وله شرح على لامية للإمام البوصيري في مجلد وهي في المدح. كانت ولادته عام تسعة وعشرين ومائتين وألف. توفي بالرباط وجعل ضريحه زاوية نسبت إليه وبنيت قبة حافلة على قبره من أموال أصحاب الطريقة التجانية بالرباط، كذا بلغني.
وفي يوم السبت تاسع قعدة الحرام توفي عمر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. كان علامة مشاركا متقنا كاتبا مقتدرا، دفن من غده بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح.
وفي رابع عشر قعدة توفي محمد بن الطالب معنينو السلوي، العلامة المشارك، ذكره الشيخ فتح الله في طبقاته.
وفي يوم الجمعة ثالث وعشري ذي القعدة توفي محمد بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان ابن عزوز الحصيني الرباطي الدار المراكشي الأصل، العلامة المشارك المطلع الشاعر المقتدر. تولي الوزارة مع المولى الحسن لما كان خليفة لوالده، ويعدّ المترجم من أشياخه.
توفي بمدينة الجديدة ودفن بضريح الولي سيدي الضاوي هناك. كانت ولادته عام تسعة عشر ومائتين وألف.