وفي صبيحة يوم السبت فاتح ربيع الأول توفي الحاج محمد بن الطاهر بن أحمد الزبدي الأندلسي الرباطي. كانت ولادته عام عشرين ومائتين وألف، المشارك العاقل الخير الأمين الأرضي الوجيه. كان أولا يتعاطى التجارة ثم تولى أمينا. وبعد ما اشتهر بالعقل والتجربة عند سلطان الوقت أرسله سفيرا إلى دولة الأنجليز ثم إلى دولة فرنسا ثم إلى دولتي إيطاليا وبلجيكة. وفي كل هذه السفارات كان التوفيق حليفه لصالح المغرب. ثم بعد ذلك طلب الراحة لنفسه وبقي يعبد ربه إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن بمقبرة العلو بالرباط.
وفي ثامن ربيع الأول توفي أبو بكر بن محمد بن العربي بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة، الفقيه العالم المشارك المطلع. دفن بروضة زاوية جده الشيخ التاودي. من مبيضة الروض الطيب العرف. بقي ذكره على صاحب السلوة.
وفي عشية يوم الأربعاء خامس عشر ربيع الأول توفي محمد دعي دحمان ابن أبي بكر ابن علي بن يوسف بن محمد بن الشيخ محمد-فتحا-ابن ناصر الدرعي. كان شيخا مباركا خيرا دينا على سنن أسلافه. توفي بزاويتهم بأصوال قرب رأس وادي سوس الأقصى بمرض أصابه هناك بعد قفوله من زيارة شمال المغرب قاصدا زاويته، وكفن ليلة الخميس وحمل إلى زاويتهم بدرعة ودفن مع أسلافه هناك. تقدمت وفاة والده عام أحد وثمانين ومائتين وألف.
وكان رئيسا لزاوياهم بالمغرب منذ وفاة والده.
وفي يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الثانية توفي عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن أبي جيدة بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الولي أحمد بن القاسم الشرفي الأندلسي.
تقدمت وفاة والده عام تسعة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مدرسا أديبا شاعرا كاتبا مطلعا، ولي الكتابة أولا بدار المخزن السعيد، ثم عين وزيرا عند الخليفة بمدينة مراكش مدة، وذهب سفيرا إلى بلاد الأنجليز. توفي عن ست وستين سنة بفاس، ودفن بروضة أولاد الموفق بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة وما كان ينبغي له أن يغض الطرف عن أمثال هذا المترجم، ولعله تركه لكونه كان لا يعترف بالنهج الذي يسلكه صاحب السلوة في ذكر بعض التراجم، وبلغني أنه وقع له انحراف في صحته آخر عمره واختلال في عقله، وبقى على ذلك نحو سنة ونصف وتوفي.
وفي خامس عشر جمادى الثانية توفي أحمد بن العباس الصقلي الحسيني. كان مجذوبا يعتريه في بعض الأحيان إغماء، يشار إليه بالخير. دفن بروضتهم داخل باب عجيسة وعمره نحو ستين سنة.