والعبادة، كان كثير الذكر، توفي بفاس ودفن بضريح الشيخ علي المزالي، بقى ذكره على صاحب السلوة.
وفي يوم الخميس رابع عشر جمادى الثانية توفي إدريس بن محمد بن إدريس العمراوي برباط الفتح. تقدمت وفاة والده عام أربعة وستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا أديبا متضلعا شاعرا مكثرا. تولى الوزارة زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، له تآليف، منها تحفة الملك العزيز بمملكة باريز ألفها حين سفره إلى الديار الفرنسية عام ستة وسبعين ومائتين وألف لغرض مخزني، وقد جمع ديوان والده كما تقدم، إلى غير ذلك. ولو جمع شعره لأفاد، انظر الأصل، فقد ذكرت شيئا من شعره. توفي بالرباط ودفن بضريح سيدي فاتح.
وفي يوم الخميس خامس شعبان توفي محمد الحفيان الفيلالي الأصل نزيل فاس، الخير الصالح البركة الناسك. توفي مطعونا ودفن بالقباب، من الروض الطيب العرف، بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس.
وفي يوم السبت سابع شعبان المذكور توفي أبو مدين بن محمد الفخار التلمساني الحسني مطعونا، الفقيه النزيه الملازم للضريح الإدريسي. دفن بالقباب، من الروض الطيب العرف. بقى ذكره على صاحب سلوة الأنفاس.
وفي يوم الثلاثاء عاشر شعبان توفي العباس بن السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، العلامة المشارك المدرس المطلع، وهو الخليفة الذي ذكر كثيرا في حوادث مدينة تطوان لما وقع احتلالها من طرف الإسبان، له كناشة حافلة، كذا ذكر لي. توفي بمراكش ودفن داخل قبة الشيخ سيدي يوسف بن علي.
وفي ظهر يوم الأربعاء حادي عشر شعبان توفي عبد القادر بن عبد الرحمان الفاسي الفهري. كان علامة مطلعا مشاركا، له تقاييد وأبحاث مهمة نافعة، وله كناشة حافلة. توفي بمكناسة الزيتون ونقل إلى فاس ودفن بضريح الشيخ يوسف الفاسي بالقباب، بعد أن كان أوصى أن يدفن بفدان الغرباء.
وفي يوم الخميس ثامن وعشري شعبان المذكور توفي محمد-فتحا-بن القاضي عبد الرحمان الغلاوي، من أولاد الغلاوي المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا متفننا. توفي بفاس ودفن بالقباب. بقى ذكره على صاحب السلوة فانه لم يترجم له.