وفي أول يوم من رمضان توفي المهدي بن علي بن محمد العلوي الحسني. كان خيرا دينا صالحا. أخذ عنه الفقيه محمد كنون الآتي الوفاة عام اثنين وثلاثمائة وألف وانتفع به. دفن بداره بآبار في سجلماسة، وقيل توفي في العام قبل هذا. ورأيت من تحدث عنه بقوله"الولي الصالح ذو الكرامات العديدة، لهجت بولايته العامة والخاصة، وظهرت له كرامات. توفي ببلده الصحراء بموضع يقال له أبار"انتهى.
وفي ثامن وعشري رمضان توفي عبد الكبير بن المجذوب (?) بن عبد الحفيظ بن أبي مدين الفاسي الفهري. تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا مؤرخا، له تآليف عدة منها نتيجة الإعصار في دسائس الانتصار، تكلم فيه على البلديين بفاس؛ وله إعراب الترجمان عن قضية الاوداية مع المولى عبد الرحمان، وله تذكرة المحسنين بوفيات الأعيان وحوادث السنين، إلى غير ذلك. تولى خطابة مسجد القرويين من وفاة والده إلى وفاته. توفي عن أكثر من سبعين سنة برباط الفتح ودفن بشالة.
وفي يوم الأحد عاشر شوال الأبرك توفي محمد بن محمد غرّيط الأندلسي الأصل المكناسي، العالم العلامة المشارك الكاتب المقتدر. ابتدأ الكتابة مع الفقيه الوزير الصفار في حياة السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان ثم انتقل يكتب مع الحاجب الفقيه السيد موسى ابن احماد إلى أن توفي، فصار يكتب مع خلفه الوزير محمد الجامعي، ووقع له معه إقبال. وله في الكتابة نحو عشرين سنة. تقدمت وفاة والده عام ثمانين ومائتين وألف. ودفن بضريح الولي أبي غالب داخل باب الفتوح بحومة صريوة، بقى ذكره على صاحب السلوة.
وفي ثامن قعدة توفي المعطي ابن يوسف الرباطي، العلامة الموثق المشارك. توفي ببلده.
وفي سابع وعشري قعدة توفي محمد بن المدني السرغيني، كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا، ولي القضاء بمراكش مدة وبها توفي.