وفي يوم الخميس سادس ربيع الأول دخل السلطان المولى الحسن إلى فاس، وكان يوما مشهودا. وبعد استقراره بفاس في أول ربيع الثاني أمر بجعل المكس في الأبواب والأسواق كما كان في حياة والده، فثقل ذلك على أهل فاس وراموا الانحراف عن طاعته. فلما علم منهم ذلك شن الغارة عليهم وضرب بعض المحلات في فاس بالمدافع وألزمهم ذلك فقبلوه.
وفيه استحفل أمر الثائر بوعزة بن عبد القادر العامري المعروف بالهبري، كان ظهوره أولا زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان عام أحد وثمانين ومائتين وألف في أنكاد، ثم تشتت جموعه. فلما بويع مولانا الحسن ظهر ثانيا فنهض له بنفسه وألقى عليه القبض حوز مدينة تازا ووجهه إلى فاس وبقى بها مدة تم نقل إلى مراكش فمات في الطريق.
وفيه وجه السلطان المولى الحسن إلى بعض دول أوربا بعثات من الطلبة تشتمل على خمسة عشر طالبا لأجل الدراسة واقتناء العلوم الحديثة، وبعد هذا العام أرسل بعثات أخرى إلى مختلف الدول إلى قرب وفاته رحمه الله.