في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ربيع الأول توفي أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، الشيخ الإمام، علم الأعلام، آخر حفاظ المغرب، المشارك المطلع النفاعة. له شرح على مختصر الشيخ خليل وإضاءة الأدموس في معرفة اصطلاح القاموس، وشرح نظم الشيخ عبد السلام بن الطيب القادري في علم المنطق، وفهرسة، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بمدغرة سجلماسة.
وفيه توفي محمد بن صالح الروداني السوسي، علامة كبير، وأديب شهير، من أكبر الشعراء في وقته. ولي القضاء مدة ثم تأخر عنه. ترجمته موسعة في كتاب المعسول.
وفي ثاني شعبان توفي محمد بن عبد الصادق الدكالي الفرجي نزيل فاس، العلامة المشارك المدرس المطلع المفتي النوازلي. أفتى في نوازل الخصومات بفاس مدة أربعين سنة، وولى الخطابة بمسجد الشرفاء فلم يقم بها وأخر نفسه عنها. له تقييد على المختصر، وشرح على المرشد. ودفن بدار متصلة بالجامع المزدلجة بأعلى حومة الجرف بطالعة فاس.
وفيه توفي عبد الله بن محمد الخياط الشهير بالهاروشي الفاسي المولد. توفي بتونس عن سن عالية. كان خيرا دينا، له الفتح المبين والدر الثمين في الصلاة على سيد المرسلين، وكنوز الأسرار في الصلاة على النبي المختار إلى غير ذلك من التآليف.
وفيه توفي الحسن بن مبارك السوسي نزيل مكناس. مجذوب ساقط التكليف يشار إليه بالخير، بنى على قبره مسجد.
وفيه توفي عبد الواحد الزنبور الملقب بالغندور. كان يشار إليه بالصلاج والخير، ودفن بداره بعقبة الفيران واتخذت له زاوية.
وفيه توفي عبد الله بن إدريس المنجرة الحسني. كان عالما مدرسا انتقل من فاس إلى مراكش واشتغل بالعلم هناك إلى أن توفي بها. كان إماما بمسجد المواسين فكان يؤم ويدرّس به، ترجمته في سلوك الطريق الوارية.