هذا كلام الحاكم، وروى عنه حديثًا واحدًا (?).

وقال أيضًا: ودعي إلى مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات، ولما عاد منها سُم في الطريق، فتوفي سنة ست وأربعمائة حميدا شهيدًا، ونقل إلى نيسابور ودفن بالحيرة، وقبره ظاهر.

قال عبد الغافر: يستسقى به ويستجاب الدعاء عنده (?).

قلت -يعني كاتبه-: ثم حكى الإِمام السبكي رحمه الله الفتنة التي حدثت بينه -يعني ابن فورك- وبين أصحاب أبي عبد الله بن كرام، ثم بعدما انتهى من حاصل ما حدث بين ابن فورك وبين أصحاب أبي عبد الله بن كرام قال: والمسألة المشار إليها -وهي انقطاع الرسالة بعد الموت- مكذوبة قديما على الإِمام أبي الحسن الأشعري نفسه، وقد مضى الكلام عليها في ترجمته، إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا محمَّد بن حزم الظاهري ذكر في النصائح أن ابن سبكتكين قتل ابن فورك بقوله لهذه المسألة، ثم زعم ابن حزم أنها قول جميع الأشعرية، قلت: وابن حزم لا يدري مذهب الأشعري، ولا يفرق بينهم وبين الجهمية لجهلهم بما يعتقدون.

وقد حكى ابن الصلاح ما ذكره ابن حزم ثم قال: ليس الأمر كما زعم، بل هو تشنيع على الأشعرية أثارته الكرامية فيما حكاه القشيري.

قلت: وقد أسلفنا كلام القشيري في ذلك في ترجمة الأشعري، وذكر شيخنا الذهبي كلام ابن حزم، وحكى أن السلطان أمر بقتل ابن فورك فشفع إليه، وقيل: هو رجل له سن، فأمر بقتله بالسم فسقي السم، ثم قال: وقد دعا ابن حزم للسلطان محمود أن وفق لقتل ابن فورك، وقال: وفي الجملة، ابن فورك خير من ابن حزم وأجل وأحسن نحلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015