مُصَمِّمٌ ليس تَلْويه عواذلُه ... في الدينِ ثَبْثٌ قويٌّ بأسُه عسرُ
وحوم على المنية في نصرة الحق لا يخاف الأسد في عرينه:
ولا يَلينُ لغيرِ الحقِّ يَتْبعُه ... حتى يلينَ لضرسِ الماضغِ الحجرُ
وشمر عن ساق الاجتهاد:
بِهِمَّةٍ في الثُّريَّا إثرِ أخمصِها ... وعزمةٌ لَيْس مِن عاداتِها السَّأَمُ
ودمر ديار الأعداء ذوي الفساد:
وعَمَّر الدينَ عزمٌ منهُ معتضدُ ... باللهِ تُشرقُ مِن أنوارِه الظلمُ
وصبر والسيف يقطر دمًا:
والصبرُ أجملُ إلا أنه صبرُ ... وربما جنتِ الأعقابُ من عسلهِ
وبدر بجنان لا يخادعه حب الحياة ولا تشوقه ألحاظ الدمى:
لكنه مغرمٌ بالحقِّ يَتْبعُه ... للهِ في اللهِ هذا مُنْتهَى أَملهْ
أقام أولًا بالعراق إلى أن درس بها مذهب الأشعري على أبي الحسن الباهلي، ثم لما ورد الري وشت به المبتدعة وسعوا عليه.
وقال: قال الحاكم أبو عبد الله: فتقدمنا إلى الأمير ناصر الدولة أبي الحسن محمَّد بن إبراهيم والتمسنا منه المراسلة في توجهه إلى نيسابور، فبنى له الدار والمدرسة من خانقاه أبي الحسن البوشنجي، وأحيا الله به في بلدنا أنواعًا من العلوم لما استوطنها، وظهرت بركته على جماعة من المتفقهة وتخرجوا به، سمع عبد الله ابن جعفر الأصفهاني، وكثر سماعه بالبصرة وبغداد، وحدث بنيسابور.