ونقل أبو الوليد الباجي أن السلطان محمودا سأله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان رسول الله، وأما اليوم فلا. فأمر بقتله بالسم، وقال ابن حزم: كان يقول: إن روح رسول الله قد بطلت وتلاشت، وما هي في الجنة.
قلت: وقد روى عنه الحاكم حديثا، وتوفي قبله بسنة واحدة (?).
قال الإِمام الذهبي: قلت: كان مع دينه صاحب قلبةٍ (?) وبدعةٍ رحمه الله، قال أبو الوليد سليمان الباجي: لما طالب ابن فورك الكرامية أرسلوا إلى محمود بن سُبكتكين صاحب خراسان يقولون له: إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعة وكفرًا عندك منا، فسله عن محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب هل هو رسول الله اليوم أم لا؟ فعظم على محمود الأمر وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه، ثم طلبه وسأله فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأما اليوم فلا، فأمر بقتله فشفع إليه، وقيل: هو رجل له سن، فأمر بقتله بالسُّم، فسقي السُّم، وقد دعا ابن حزم للسلطان محمود إذ وفق لقتله ابن فورك لكونه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان رسولًا في حياته فقط وأن روحه قد بطل وتلاشى وليس هو في الجنة عند الله تعالى، يعني روحه، وفي الجملة ابن فورك خير من ابن حزم وأجلّ وأحسن نحلة وقال: قال الحاكم أبو عبد الله: أخبرنا ابن فورك، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، فذكر حديثًا (?).
قال السبكي رحمه الله: محمَّد بن الحسن بن فورك الأستاذ أبو بكر الأنصاري الأصبهاني الإِمام الجليل والحبر الذي لا يجارى فقهًا وأصولًا وكلامًا ووعظًا ونحوًا مع مهابة وجلالة وورع بالغ، رفض الدنيا وراء ظهره، وعامل الله في سره وجهره، وصمم على دينه: