إلا استجاب الله له، وقبره يزار ويستسقى به!

وقد ذكر الشرع أسباب الإجابة، ومواطنها وصيغ الدعاء المحبوبة عند رب العالمين تبارك وتعالى، مثل:

- قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ" (?).

- وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا" (?).

وغير ذلك من الأحاديث والآثار المستفيضة عن سيدنا أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -.

ولم ينص الشرع الحنيف في كتاب ولا سنة، ولا قول أحد من الصحابة أو من أئمة الحديث والأثر؛ أهل السنة والجماعة، الذين أضاءوا الأرض بنور التوحيد أنّ من هذه الأسباب قصدَ القبر للدعاء عنده، ولا شك أن هناك صحابة ماتوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -, ولم يقل لهم: ائتوا قبر فلان؛ فإن الدعاء عنده مجاب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل لأصحابه: إذا قُبرتُ فأتوا قبري؛ فإن الدعاء عنده مجاب! ولم يجعل الشرع ذلك سببا لإجابة الدعاء، بل نص بعض الأئمة على نكارة ذلك:

قال شيخ الإِسلام أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: "قال شيخنا قدس الله روحه: وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب .. الرابعة: أن يَظُنَّ أن الدعاء عند قبره مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد، فيقصد زيارته والصلاة عنده لأجل طلب حوائجه، فهذا أيضًا من المنكرات المبتدعة باتفاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015