المسلمين، وهي محرمة، وما علمتُ في ذلك نزاعا بين أئمة الدين، وإن كان كثير من المتأخرين يفعل ذلك، ويقول بعضهم: قبر فلان ترياق مجرب. والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر" (?).
فإن قال قائل: إذا كان قصد الدعاء عند القبر لإجابته من المنكرات، فكيف يستجاب عندها الدعاء؟
الجواب: إن ما يتحصل عليه الداعي -من إجابة ما يطلب- وهو في هذه الحالة ليس لقيامه عند القبر؛ إذ لا خِصِّيصَةَ لتلك البقعة في الإجابة، بل لما يقوم بقلب الداعي من ذل، وخضوع، وأبتهال، وخشوع ... إلخ.
وما ذكرناه بالكتاب إنما هو لأمانة النقل عن الأئمة فقط.
ولا يفوتني في ختام هذه المقدمة أن أتقدم إلى فضيلة الشيخ مصطفى العدوي، الذي تتلمذت على يديه، كما أن هذا الكتاب ثمرة من غرسه، فجزاه الله خير الجزاء وأوفاه.
كما أسجل أيضًا خالص الشكر وأصدقه إلى جميع العلماء والإخوة الكرام الذين أعانوني على إتمام هذا العمل، ولم يدخروا جهدا ولا علمًا ولا كتبا احتجت إليها إلا أَمَدُّوني بها, لا سيما أخونا خالد الشبل (?) حفظه الله تعالى، حيث أمدني بكتاب رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي بعد أن أعياني البحث عنه.
فلا يسعني إلا أن أشكرهم، وأما الأجر فمن الله العلي القدير الذي يعلم مقادير الأعمال، فهو الغني ذو الرحمة.