أكبر منه، وقال -يعني الذهبي-: قال الحاكم: أقول: إني لم أر أجمع منه علمًا وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله وإلى الزهد، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيامه، وقد سارت مصنفاته. وقال -يعني الذهبي-: وقال الخطيب: كان ثقة ورعا صالحا، قلت: تُوفي في جمادى الأولى سنة سبع وأربعمائة وكان ممّن وضع له القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء، وكان يعمل القلانس (?) ويأكل من كسبه، بني مدرسة ودارا للمرضى، ووقف الأوقاف، وله خزانة كتب موقوفة (?).
قال أبو القاسم بن عساكر: أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ النيسابوري المعروف بالخركوشي قدم دمشق سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وحدث بها، وكان له بنيسابور وجاهة وتقدم عند أهلها، وقبره بها يزار، رحمه الله، وقد زرته (?).
وقال أيضًا: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ قال: عبد الملك بن محمَّد بن إبراهيم أبو سعد بن أبي عثمان الواعظ الزاهد، تفقه في حداثة السن وتزهد وجالس الزهاد المجردين إلى أن جعله الله خَلفا لجماعة من تقدمه من العباد المجتهدين والزهاد والتابعين، سمع بنيسابور، وتفقه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد التسعين وثلاثمائة، ثم خرج إلى الحجاز وجاور حرم الله وأَمْنَهُ بمكة، وصحب بها العباد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها والواردين، وانصرف إلى وطنه بنيسابور، فقد أنجز الله موعوده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن